حكاية أغنية "الله أكبر سم الله".. بليغ حمدي هدد بكسر أبواب ماسبيرو وصنعت في ساعات

الاحد 06 أكتوبر 2024 | 06:29 مساءً
بليغ حمدي
بليغ حمدي
كتب : محمد أحمد أبو زيد

تعد أغنية "الله أكبر بسم الله" واحدة من أكثر الأغاني الوطنية شهرة وتأثيرًا في الذاكرة المصرية، حيث انطلقت لأول مرة عبر الإذاعة المصرية في اليوم الثاني لانتصار القوات المسلحة المصرية بعبورها قناة السويس في السادس من أكتوبر 1973.

بالتزامن مع صرخات الجنود المصريين على الجبهة بكلمة "الله أكبر"، ارتفعت أصوات المصريين في الشوارع محتفين بنصرهم وغنوا مع أنشودة النصر "الله أكبر بسم الله"، التي أصبحت رمزًا للاحتفال والاعتزاز بهذا الإنجاز الوطني الكبير.

كان قلب الشاعر عبدالرحيم منصور ينبض بحب مصر، ولم يتوقف تدفق الأغاني الوطنية من قلمه، حتى في أصعب لحظات الحرب، بينما كان الجنود يخوضون معاركهم فوق الجبهة وسط أصوات الرصاص ودوي المدافع، كان "منصور" داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو يحارب معهم بالكلمات، والموسيقار بليغ حمدي يحارب بالألحان.

المبنى كان شبه مهجورًا، خاليًا من الموظفين أو الحراس، بينما كان الجنود يقاتلون من أجل استعادة الأرض، وتلاحقهم دعوات المصريين بالنصر. 

في هذا الجو المشحون، أصر بليغ على دخول المبنى رغم الصعوبات، إلا أن إصرار بليغ على دخول المبنى والتزامه بوضع اللحن، حتى أنه هدد بكسر الأبواب للدخول، ما دفع وزير الإعلام آنذاك، عبدالقادر حاتم، للتدخل والسماح له بالدخول.

ليبدأ التعاون مع "منصور" الذي أمسك قلمه وأخرج الكلمات مباشرة من قلبه "بسم الله.. الله أكبر بسم الله بسم الله.. أذن وكبر بسم الله بسم الله.. وقول يارب.. النصرة تكمل"، لحنها بليغ بسرعة فائقة، واستعان بمجموعة من العمال الذين تواجدوا بالمبنى ودربهم على أداء الأغنية.

خرجت الأغنية بصوت هذه المجموعة البسيطة، لتذاع في اليوم التالي على مدار الساعة، وتصبح نشيدًا وطنيًا يردده المصريون في الشوارع والجنود على الجبهة.

وبعد نجاح القوات المسلحة في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، كتب منصور واحدة من أجمل أغانيه "على الربابة"، التي لحنها بليغ وأدت بصوت الفنانة وردة، وتم تسجيلها في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر 1973، لتكون جزءًا آخر من توثيق هذا النصر العظيم.