احتفالاً بمئوية يوسف شاهين.. رؤية سينمائية أفريقية جديدة في مهرجان الأقصر

السبت 17 مايو 2025 | 08:41 مساءً
مهرجان الأقصر للسينما
مهرجان الأقصر للسينما
كتب : مريم جلال

في مارس 2026، لن يكون مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مجرد حدث فني اعتيادي، بل سيتحول إلى ما يشبه "زمن سينمائي موازٍ"، يعبر بين ضفّتين: ضفّة تكريم الماضي العظيم، وضفّة الاحتفاء بالهوية السينمائية الأفريقية المتجددة، في دورته الخامسة عشرة، يقرر المهرجان أن يكتب سيرة أخرى للمخرج المصري العالمي يوسف شاهين، لكن هذه المرة من قلب القارة السمراء، وبعيون جمهور جديد.

تحت شعار "يوسف شاهين.. حدوتة مصرية"، ينسج المهرجان خيوط تجربة فنية توثيقية لا تشبه ما سبقها؛ ليس فقط بعرض أفلامه أو إقامة معرض لأفيشاته، بل بتوسيع حضوره ليشمل دولًا أفريقية، في خطوة تُشبه إعادة إرسال أفكاره السينمائية في قوارب نيلية صغيرة، لتصل إلى ضفاف بعيدة كانت شاهين يتطلّع دائمًا لأن يخاطبها.

وبينما يُستدعى شاهين ليكون حيًّا بفنه في هذا السياق الزمني الجديد، يُرفع الستار عن تكريم استثنائي لـسليمان سيسيه، المخرج المالي الذي غادر الحياة مطلع عام 2025، لكن أعماله بقيت شواهد على وجع أفريقيا، وشغفها، وسينماها التي لا تخاف من الحكاية، سيسيه، الذي حصد الجوائز من "كان"، سيُحتفى به في الأقصر كصديق للمهرجان، وكصوت ظلّ يُعيد صياغة الوعي الأفريقي بالكاميرا.

الاختلاف هذا العام لا يتوقف عند الأسماء، بل يمتد إلى المفهوم؛ حيث تطلق المخرجة عزة الحسيني برنامجًا يحمل عنوان "نظرة خاصة"، لكنه لا يكتفي بالنظر، بل يغوص في تاريخ جنوب أفريقيا السينمائي، من خلال عرض أربعة أفلام محورية، وإعادة إصدار كتاب نادر عن هذه التجربة، في محاولة لطرح أسئلة لا تبحث فقط عن الفن، بل عن الهوية والتغيير.

مهرجان الأقصر لم يعد مجرد تظاهرة سينمائية، إنه عامًا بعد عام، يُعيد تعريف نفسه كمشروع ثقافي يعيد رسم خريطة العلاقات بين مصر وأفريقيا، ويمنح الفن نافذة عابرة للحدود، ومن موقعه التاريخي، تحت رعاية مؤسسات وطنية وشخصيات بارزة مثل النجم محمود حميدة والمنتج جابي خوري، يواصل المهرجان طريقه كأحد أهم محاور القوة الناعمة المصرية في القارة.

اقرأ أيضا