قال الدكتور محمد البهواشي، أستاذ الاقتصاد والطاقة بجامعة السويس، إن الصراع في الشرق الأوسط يتجاوز نطاق إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى وجود أذرع إيرانية أخرى في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وسوريا والعراق، وأن إيران تعد إحدى الدول المهمة في صادرات النفط، وتصاعد النزاع والتوترات بين إيران وإسرائيل سيؤدي إلى زيادة في التضخم والغموض وارتفاع أسعار النفط عالميًا.
وأشار البهواشي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، إلى أن هذا التصعيد سيؤدي إلى تقلبات في أسواق النفط وزيادة حدة التوترات، بسبب سيطرة إيران على مضيق هرمز والحوثيين على باب المندب في البحر الأحمر، ومن المتوقع أن يتسبب ذلك في زيادة تكاليف النقل والتأمين على الشحنات النفطية وتأخيرها، مما يؤثر على حركة الملاحة العالمية، وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يرتفع سعر النفط عالميًا.
وأكد البهواشي، أن استمرار الصراع الإيراني الإسرائيلي سيؤدي إلى توسع نطاق الحرب، ومع وجود فكرة القطبية وانحياز الدب الروسي لإيران، ستكون لهذه الأحداث تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي للطاقة، ورغم ذلك، فلن يتوقف إنتاج النفط وتصديره عالميا لأن هناك مصالح مشتركة مع الكثير من الدول، إلا أن ما قد يحدث هو فتح وإيجاد أسواق جديدة لتصدير النفط الإيراني، تماما كما فعلت روسيا في ظل صراعها القائم بينها وبين أوكرانيا.
ونوه أستاذ الاقتصاد والطاقة، بأن العقوبات الدولية المفروضة على إيران لم تمنعها من تصدير النفط طوال السنوات الماضية، حيث استخدمت طرقًا ووسائلًا غير مشروعة لتصدير نفطها، وان إيران تمتلك أسواقًا نفطية وناقلات تضمن استمرار تصدير النفط، لكن المشكلة تكمن في الضبابية التي أحدثتها الأزمات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذه الأحداث المتتالية خلقت حالة من عدم اليقين والضبابية في العالم، مما أدى إلى أزمات في قطاع الغذاء والطاقة.
وأوضح الدكتور محمد البهواشي، أن أكثر الدول التي ستتضرر من ارتفاع أسعار النفط هي الدول المستهلكة التي لا تمتلك إنتاجًا للنفط، ويُعتبر الاتحاد الأوروبي هو المتضرر الأول بشكل مباشر، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يستورد احتياجاته البترولية بنحو ستة أضعاف تكلفة ما يستورده من روسيا من النفط، وبالتالي فإن الدول المستهلكة ستواجه صعوبة في تحمل زيادة فاتورة استيراد النفط، لكنها لن تواجه أزمة نقص في المشتقات النفطية نظرًا لتنوع مصادر الإمداد، مثل الولايات المتحدة ومصر والجزائر.
واختتم حديثه قائلاً: إن إيران غير متواجدة في منظمة الأوبك، لذلك تأثيرها لن يكون كبيرًا، لكن دول منظمة الأوبك قادرة على زيادة إنتاجها لتحقيق توازن في السوق النفطي.