وفقا لأرقام رسمية، تراجعت إيرادات قناة السويس إلى ما يقرب من 40%، خلال شهر يناير الماضي، فهل من الممكن أن تتراجع مرة أخري خلال الأحداث الراهنة في البحر الأحمر؟
وصرح بعض الخبراء الماليين لبلدنا اليوم ، أن بالفعل تراجعت إيرادات قناة السويس، حيث أن معدل مرور السفن من قناة السويس انخفض في يناير الماضي بنسبة 36% على أساس سنوي، وخلال شهر فبراير وصل إلى 46%.
أسباب عدم مرور السفن من قناة السويس حاليا
وأوضح أحمد عبد المعطي، الخبير والمحلل المالي في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، أن بالفعل تراجعت إيرادات قناة السويس إلى 46% بسبب التوترات في البحر الأحمر ، بجانب أن نسبة مرور السفن في قناة السويس انخفضت بسبب زيادة تكلفة التأمين.
وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أكدوا أن نسبة إيرادات قناة السويس انخفضت.
تأثير تغير مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح
وقال محمد عبد الهادي، خبير الأوراق المالية، في تصريحات لبلدنا اليوم، إن التوترات الجيوسياسية في محيط منطقة البحر الاحمر لها تداعياتها علي كافة دول العالم وليست الدولة المصرية فقط، خاصة أن تكلفة التحرك في طريق بديل عن قناة السويس ، وهو طريق راس الرجاء الصالح قد يستغرق مدة أطول وتكلفة أكبر، وبالتالي تداعيات التحرك في مسارات أخري قد تؤثر على حركة السفن داخل القناة، وكذلك تأثيرها علي حركة الملاحة والتكلفة علي الدول مما يرتفع من أسعارها للدول التي انتقلت إليها .
وأكد أن إيرادات القناة بالفعل سوف تتأثر من تحول جزء من السفن إلى بدائل أخري تضع أمامها التحرك دون وجود أي نوع من أنواع المخاطرة، مشيرا إلى أن إيرادات قناة السويس خلال آخر إحصائية تجلب ما يقارب من 9.4 مليار دولار إلي 10 مليار دولار، وهي أحدي مصادر النقد الأجنبي المباشر للدولة المصرية التي تعاني من فجوة دولارية نتجت بعد أزمات اقتصادية توالت عليها بعد أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ، والتي تخارج ما يقارب من 22 مليار دولار من حصيلة الدولة من محافظ أجنبية لتتحرك صوب الفائدة المرتفعة من قبل البنك المركزي الامريكي بعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة للسيطرة علي معدلات التضخم.
وتابع: أحد مصادر الدولار قد تتأثر ومن المصادر الأخري ( السياحة التي تجلب 13 مليار دولار وبالفعل تأثرت بالحرب الاسرائيلية علي غزة، وتحويلات المصريين بالخارج التي كانت تجلب 31.9 مليار دولار، ولكن الترقب لقرارات التعويم أداء الي انخفاض الخصيله الدولارية من التحويلات )، ولذلك فإن مع استقرار الأوضاع في محيط البحر الأحمر قد ترتفع وتعوض الخسارة المحققة من تعطل الملاحة وتحويل الناقلات إلي مسار أخر بعيدا عن قناة السويس.