تعرف الهوية المصرية للطرق والمدن شخصية المدينة للزائرين، وتبقى عالقة في أذهانهم، فتعد البطاقة التعريفية للمدن قبل التحدث مع أهلها، كونها المظهر الخارجي والتصميم الجمالي للطرق والشوارع، حيث تتضمن العناصر المكونة للهوية البصرية للطرق مثل التصميمات الجرافيكية، والألوان، والخطوط، والأشكال، والإضاءة، وغيرها من التفاصيل التي تساعد في تحديد شخصية الطريق وتعزز جاذبيتها.
تطوير الهوية البصرية لـ الطريق الدائري
ومن جانبه، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً لمتابعة مستجدات مشروع تطوير الهوية البصرية للطريق الدائري، وذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، والمهندس هاني ضاحي، رئيس مجلس إدارة شركة وادي النيل للمقاولات، والدكتور حسام عبد الفتاح، عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة، والدكتور عمر الحسيني، عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس، واللواء ماجد السرتي، رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية، وعدد من المسئولين المعنيين.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع مؤكدًا أن هناك اهتماماً وتوجيهاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بسرعة الانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، في إطار اهتمام الدولة بالاستعداد لافتتاح المتحف، وأيضًا ضرورة الانتهاء من أعمال تطوير الطريق الدائري، وتحسين الصورة البصرية استعدادًا لهذا الحدث. ووجه بالاهتمام بزيادة أعمال الزراعة والتشجير على جانبي الطريق الدائري، مع ضرورة اختيار أنواع الأشجار التي ستتم زراعتها.
وخلال الاجتماع، أشار الدكتور أيمن عاشور، إلى أن الفترة الماضية شهدت عقد عدة ورش عمل بين الاستشاريين والشركات المنفذة للمشروع؛ بهدف التوافق على البنود والأسعار، والمواد المستخدمة، وكذا الكميات المطلوبة، بما يعزز سرعة وتيرة تنفيذ المشروع.
وفي غضون ذلك، أكد عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس أن أعمال التطوير للطريق الدائري معتمدة بدرجة عالية على التشجير، فهو مكون رئيسي، وبه أشجار مثمرة، وذات ألوان مميزة، قائًلا: متفقون تماما على ضرورة زيادة السياج الشجري على الجانبين.
من جانبه، عرض عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة أهم مُفردات أعمال التطوير المطروحة للتنفيذ في المنطقة التي تقع داخل ولاية محافظة القاهرة، مؤكداً: "نحن جاهزون للعمل من الغد".
كما أشار المهندس هاني ضاحي إلى أنه تم دراسة التصميمات، والتوافق بشأن مقايسة الأعمال التي ستتم، لافتاً إلى أن هناك زيادة في مساحة الأشجار التي سيتم زراعتها ضمن مخطط التطوير، والتي سيتم اختيارها بناء على ضوابط محددة.
كما أكد محافظ الجيزة أن أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، سواء طريق الفيوم، أو طريق الإسكندرية، تتم بصورة جيدة، وكذا أعمال تطوير العمارات المواجهة للمتحف، مشيرًا إلى أنه تم التوافق بالفعل على المقايسات الخاصة بتنفيذ أعمال التطوير، وسيتم البدء في التنفيذ مع الشركات المنفذة.
فيما أكد محافظ القاهرة أنه تم مراجعة بنود وتفاصيل المقايسة مع المختصين، وتم التوافق بشأنها، قائًلا: نتفق على ضرورة زيادة نسبة التشجير، وسيتم التعاقد مع الشركات المنفذة.
واستعرض الاجتماع أيضًا المقترحات التصميمية لتطوير الحالة العامة للمباني وفقًا للرؤية المقترحة، وسبل التطوير العام لبعض أجزاء الطريق الدائري، وكيفية استغلال الأراضي الفضاء.كما تطرق الاجتماع إلى تصور تطوير الصورة البصرية للطريق الدائري باتجاه المتحف المصري الكبير؛ والقائم على مخططات تتضمن تقسيم الطريق الدائري إلى عدة قطاعات، وتوحيد لون الدهانات للمباني على جانبي الطريق بألوان متناسقة، وتطوير الحالة العامة للمباني على جانبي الطريق، مع إضافة بعض العناصر الخشبية والنباتية، والاهتمام بزراعة الأشجار بما يتناسب وطبيعة المنطقة، وإضافة أعمال الإنارة المناسبة، مع إبراز اللوحات الإعلانية التي تعكس الحضارة المصرية القديمة.
وفي ختام الاجتماع كلفّ رئيس الوزراء بسرعة البدء، وضرورة المتابعة الدورية، لكي تخرج الأعمال على أكمل وجه.
ومن جانبه، قال أستاذ العمارة والعمران بكلية الهندسة جامعة عين شمس، الدكتور حسام الدين، إن هناك أسس ومعايير يجب توافرها بالهوية البصرية بالطرق، للحفاظ على شكل وشخصية الدولة، والتي تتمثل في معالم المباني والعمران، مع الحفاظ على الشكل العام للمدينة واحترام آدمية المواطن وتعزيز شعوره بالأريحية.
وأضاف حسام الدين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الطريق يفترض أن تشمل الترحيب بالزوار من خلال معالمها، من خلال الابتعاد عن كل ما هو ملوث للرؤية البصرية أو ما يسبب إزعاجًا كاللوحات الإعلانية الملوثة للرؤية البصرية، مضيفًا أن بعض طرق الإضاءة التي تعمل على تشتيت قائد السيارة، مشيرًا إلى أهمية أن تتسم معالم الطريق بقياس آدمي، بعيدًا عن المباني الشاهقة التي تقلل من حجم الأشياء والأشخاص، إضافة إلى ضغطها على العمران وحجبها للتهوية والإضاءة وأشعة الشمس.
وتابع أستاذ العمارة والعمران، أنه من الضروري مراعاة طبيعة الأنشطة الموجودة بالمحلات التجارية على الطرق، حتى لا يتأثر الشكل العام للمبنى، وألا تتسبب الإضاءة العشوائية في تشويه صورة المبنى، مشددًا على أهمية مراعاة أنواع الطرق ما بين طرق عامة وفرعية ودولية أو داخلية.
ولفت إلى أن المدن القديمة كانت تتسم بالبناء الارتجالي أو العشوائي حيث كان يتم إنشاؤها بصورة عشوائية دون تخطيط، وغير مدروسة بصورة صحيحة، مؤكدًا على أهمية مراعاة أن يكون تخطيط للهوية البصرية يتم بطريقة سليمة ووضع القوانين والتشريعات التي تحافظ على التخطيط العام دون أي إضافة تخل بهذا التكوين العمراني.