كانت جرائم القتل قبل عدة سنوات أمر يثير الغرابة ويسبب الفزع لدى المجتمع المصري، لكن وبسبب التطور الالكتروني والتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي هبت علينا في السنوات القليلة الماضية، أصبحت جرائم القتل منتشرة بشكل مرعب.
وبسؤال خبراء علم النفس والدين في ظاهرة إنتشار جرائم القتل وخصوصا العائلية التي كثرت وتعددت أسبابها في المجتمع المصري، وطرق الحد منها؟؟
يقول الدكتور النفسي محمد حمودة في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم إن أحد أهم الأسباب وراء انتشار جرائم القتل هي عدم حل الخلافات الشخصية بين الناس وتأجيل حلها وغياب ثقافة الحوار والقضية الاهم هي إدمان المواد المخدرة.
وأضاف ومن أهم الأسباب التي تؤدي لجرائم القتل بين افراد الأسرة، ضعف الوازع الديني والتفكك الاسري والجهل بالقوانين والأنظمة، بالاضافة إلى الجرائم التي ترتكب بداعي الشرف، فضلا عن الأمراض النفسية، وعدم وجود اسلوب الحوار لحل المشكلات، وايضا الضغوطات النفسية و الاقتصادية، وانتشار الجهل وغياب الوعي يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.
وأكمل أن غياب دور المدرسة في التوجيه والإرشاد، وثقافة المجتمع التي تحث على العنف والجريمة والموروثات الثقافية المغلوطة، مثل ما يطلق عليه "جرائم الشرف"، وهو مصطلح خاطئ فلا شرف في الجريمة، فتلك الجرائم تحكمها عادات وتقاليد خاطئة وتدفع ثمنها المجني عليها وليس الجاني.
وتابع كذلك الثأر يحصد العديد من الأرواح كل يوم وذلك بسبب عادات وتقاليد موروثة، بالإضافة إلى الإدمان، فالمخدرات تزيد من معدل الرغبة لدى المتعاطي في القتل والسرقة وارتكاب الجرائم، وتدمر طريقة حكمه على الأمور، كما أن الإدمان يعد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة.
وأختتم حمودة ومن أهم طرق الحل لمثل هذه الجرائم هي حل الخلافات بسرعة وعدم تأجيلها وايضا التسلح بالصبر وغرس ثقافة الحوار بين ابناء المجتمع.
ويقول الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم إن انتشار حوادث القتل مؤخرًا، من علامات الساعة، وارتفعت معدل الجريمة في الآونة الأخيرة والأغرب أن هناك بعض الناس تتعاطف مع القاتل وتبرر له سواء كان من الشباب أو الفتيات، وأصبح الأمر ينتشر في المجتمع على الرغم من قوله تعالى: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا".
وأشار الشرقاوي أن الله سبحانه وتعالى شدد عقوبة إزهاق نفس بغير حق فقال: "ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاءه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا"، مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس المعنى بأن جريمة القتل ليست جريمة عادية بل هي أشد الجرائم التي من الممكن أن ترتكب على سطح الأرض، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله تعالى من سفك دم بغير حق"، "تخيلوا ربنا سبحانه وتعالى يشدد العقوبة بالطريقة دي والنبي يقول كده ويجي واحد يبرر للقتل ويتعاطف مع القاتل ويهون من أمر جريمة القتل ويبدأ يطلع أسباب للتعاطف عن القاتلين؟!".
وأتم الشرقاوي إنه ليس من الطبيعي أن نتعاطف مع شخص قتل نفسا بغير حق فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه، فمن يهدم البنيان الذي بناه الله وصوره في أحسن صورة فهو ملعون، "فما بالكم من اللي بيبرر للقاتل ؟!" مشيرا إن مسألة التعاطف غير مقبولة في أي جريمة حتى وإن كانت غير القتل، فيقول تعالى عن الزنا: "ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله"، فالقسوة والشدة على المجرمين ماداموا بالفعل محرمين هي من دين الله سبحانه وتعالى.