عمت أجواء مختلطة بمزيجٍ من الدهشة والبهجة في الأيام الأخيرة، عقب تزاحم الناس على الأماكن التي تبزغ فيها النجوم والتقاطهم لبعضًا من الصور المتلئلئة، وتفاعل رواد المنصات الاجتماعية تفاعلات إيجابية لرؤيتهم واستمتاعهم بمنظر النجوم الخلاب في وادي الحيتان، ووادي الريان بمحافظة الفيوم، وغيرها من الأماكن التي تظهر من خلالها ظاهرة "شهب البرشاويات"، وهي الظاهرة التي تحدث مرة في شهر أغسطس من كل عام.
ما هي شهب البرشاويات؟
هي زخات كثيفة من الشُهُب يمكن رؤيتها بالعين المجردة، دون الحاجة إلى استخدام تلسكوبات أو أدوات للرصد، ويُعد مصدرها "المذنب سويفت تتل" والذي تم اكتشافه عام 1862م، وأثناء مروره في دورته حول الشمس مرة كل 133 سنة، يترك حطامًا في مساره الذي يخترق الغلاف الجوي مسببًا "الهطل الشهابي" أو "الأمطار الشهابية"، التي تكون كالغيث بالفعل، كما أنها متصلة من بقايا جزيئات المذنب التي تشكل مساره، ويصل عرض هذا المسار ما يقرب من 120 كم.
وقد سُميت "البرشاويات"، بهذا الاسم، لأن النقطة التي يُعتقد أنها تأتي منها وتُسمى "المشع"، تقع في كوكبة "حامل رأس الغول Perseus"، إذًا فالاسم مشتق من كلمة "Perseides (Περσείδες)"، وهو مصطلح في الأساطير اليونانية يشير إلى أبناء پرسيوس.
وبالطبع كأي شيء جميل لا يدوم للأبد، تحدث هذه الظاهرة كل عامٍ مرةً واحدةً فقط، حيث يبدأ نشاط شهب البرشاويات في الفترة من 17 يوليو حتى 24 أغسطس، لكن ذروة النشاط تبلغ أقصاها في 12 أغسطس، ويمكن رصدها لمدة ثلاث ليالي تقريبًا قبل وبعد ليلة الذروة.
ويمكن رصد هذه الشهب بمعدل 1- 2 شهاب في كل دقيقة، وفي أفضل الحالات بمعدل 90 - 100 شهاب في الساعة، وبمعدل سرعة ما بين 12 إلى 72 كم في الثانية الواحدة.
شهب البرشاويات في مصر
ولم تخل مصر من هذه المناظر الساحرة بالطبع، بل يتوافد السياح من شتى بقاع الأرض ليشاهدوا خلق الله البديع في مصر خصيصًا، وقد أتى الناس من بقاع العالم ليشاهدوا منظر النجوم الساحر والشهب تتساقط كأنها دموع السماء، مشهدٌ رومانسي آخاذ، لم يصدق بعض المتفاعلين على المنصات الاجتماعية أنه بمصر بالفعل.
وكانت التعليقات المتعجبة، من صنف: " هل هذه الفيوم التي نعيش بها؟!"
"أكيد ده فوتوشوب!"
"أكيد هزار، الصور دي مش ممكن تكون حقيقة!"
والكثير من التعليقات غير المُصدقة من روعة المشهد، كما أن هناك فئة تأثرت دينيًا وكانت تعليقاتها من قبيل:
"سبحان الله!"، "سبحان الخالق!"
"{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} الحجر/ 16 – 18"
سحر التصوير المصري
وتواصلت "بلدنا اليوم" مع عبده ثابت، المصور المصري الشاب الموهوب، للحصول على بعض اللقطات الأخاذة التي التقطتها عدسته، لإظهار روعة المشاهد التي يكشف عنها التقرير بأدق التفاصيل، وفيما يلي نعرض لكم بعض الصور الحصرية التي شاركها معنا "ثابت":