"ملحمة كمين البرث".. تحل غدًا الذكرى السادسة على معركة جسدت بطولات لا تكاد تغيب عن أذهاننا لرجال الجيش المصري، حينما قدموا صدورهم أمام رصاص التنظيمات الإرهابية في سيناء؛ مسجلين أسمائهم بحروف من نور في وجدان وتاريخ وذاكرة الشعب المصري.
وتسمي بـ"ملحمة البرث" نسبة إلى موقع الكتيبة 103 صاعقة المتمركزة بمدينة العريش فى شمال سيناء، وكان قائدها البطل الشهيد أحمد المنسي والذى اشتهر بقيادته لعدة حملات لتنفيذ القانون مكونة من أفراد الصاعقة المصرية بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء.
تفاصيل ملحمة البرث4 ساعات متواصلة من الصمود، أظهر خلالها الضباط والجنود صلابة حرمت العناصر الإرهابية من السيطرة على الموقع أو أسر أي من العسكريين، بعد أن حاصرت تلك العناصر الموقع، محاولة منع وصول الإمدادات عبر الألغام والسيارات المفخخة شديدة التدريع.
حاولت العناصر الإرهابية السيطرة على"البرث" ذي الموقع الاستراتيجي، ورفع علم تنظيم داعش عليه، لتحقيق انتصار -إعلامي على الأقل- يروجون من خلاله لسيطرتهم وحضورهم وإبراز واستعراض قوتهم المزعومة.
وتعتبر منطقة البرث نقطة استراتيجية مؤثرة، تشكل عائقاً أمام تسلل العناصر الإرهابية، وقطع الإمدادات إليهم، ومن ثم كانت هناك محاولات مختلفة لاستهداف تلك النقطة التي تربط وسط سيناء برفع والشيخ زويد.
وبدأ الهجوم في 7 يوليو من عام 2017، في الساعة الرابعة فجراً وعبر نحو 150 عنصراً مقاتلاً تابعاً لتنظيم داعش الإرهابي، وباستخدام نحو 12 سيارة كروز مُدججة بالأسلحة المختلفة، بداية من الأسلحة الخفيفة وقذائف "آر بي جي" وهاون، فضلاً عن المفخخات والقنابل اليدوية.
الهجوم على كمين البرث
استخدمت العناصر الإرهابية في بداية الهجوم سيارة مفخخة جرى تمويهها داخل إحدى المزارع، من أجل اختراق الموقع ، بينما بدأت القوات في التعامل معها على الفور، إلا أن السيارة ومع شدة تدريعها ومع إطلاق النار انفجرت قرب الموقع، بينما كانت بقية العناصر الإرهابية تُطوق الكمين، محاولة في الوقت نفسه منع وصول الإمدادات إليه بأي شكل، من خلال زرع الألغام.
اعتمدت العناصر الإرهابية في الهجوم على السيارات المفخخة من أجل اختراق التحصينات الأمنية بالتمركزات المستهدفة ومواجهة القوات التي أبدت ثباتاً منذ اللحظة الأولى للهجوم.
ومنذ إبلاغ قائد الكتيبة المقدم أركان حرب آنذاك أحمد صابر منسي، قيادة الجيش بتعرض الموقع لاهجوم، وحتى وصول الدعم الجوي، واصل العسكريون المصريون الذود عن الموقع واصطياد العديد من العناصر الإرهابية.
ولم يكن المنسي منكفأ على نفسه في داخل الموقع، بل شارك جنوده في التصدي للدواعش، فكان يطلق النار من على سطح المبنى المحاصر صوب الإرهابيين، حتى قتل برصاص أحدهم، في مشهد بطولي، وثقته الدراما المصرية في مسلسل "الاختيار 1" الذي عرض في رمضان 2020.
الدعم الجوي
على مدار ساعات متتالية منذ بدء الهجوم وحتى وصول الدعم، تصدت قوات الكتيبة "103" من الصاعقة للعناصر الإرهابية، فيما تعرضت قوات الدعم التي تحركت لإنقاذ المحاصرين إلى هجمات بالألغام والسيارات المفخخة، حتى وصول الدعم الجوي.
ومع وصول مقاتلات سلاح الجو، شرعت في قصف العناصر الإرهابية واصطيادهم، حتى تمكنت من إيقاع أكثر 40 قتيلاً في صفوف العناصر الإرهابية، فيما لاذ من استطاع منهم النجاة بالفرار، ليتم استهدافهم في عمليات تمشيط واسعة أجرتها القوات المسلحة وقوات الداخلية بعد ذلك.
وأمام بسالة الجنود المصريين، فشلت العناصر الإرهابية في تحقيق هدفهم من الهجوم وهو احتلال التمركز الأمني وتدميره بالكامل ورفع علم داعش لتحقيق انتصار نوعي.
قائمة الشرف
وإلى جانب العقيد أحمد منسي، استشهد في تلك المعركة عدد من العسكريين المصريين هم: النقيب أحمد عمر الشبراوي، والملازم أول أحمد محمد محمود حسنين، الملازم أول خالد محمد كمال المغربي، والعريف محمد السيد إسماعيل رمضان.
والجنود: محمود رجب السيد فتاح، ومحمد صلاح الدين جاد عرفات، وعلي علي السيد إبراهيم، ومحمد عزت إبراهيم، ومؤمن رزق أبو اليزيد، وفراج محمد محمود أحمد، وعماد أمير رشدي يعقوب، ومحمد محمود محسن، وأحمد محمد علي نجم، وعلي حسن محمد الطوخي، ومحمود صبري محمد. ومن قوات المدفعية النقيب محمد صلاح محمد، والجندي محمد محمود فرج، وأحمد العربي مصطفى، والمندوب المدني صبري.