تُولي الدولة المصرية إهتمام خاص بالمشروعات القومية، ولاسيما التي تستهدف رفع مستوى البنية التحتية، وذلك لأن مثل هذه المشروعات تنعكس بشكل مباشر على الإقتصاد، وهذا نظراً لما توفره من خلق بيئة استثمارية، بجانب إنها تفتح أفق جديدة للتوسع العمراني.
وتعد هذه النتائج أهداف إستراتيجية، تتفق مع رؤيته و استراتيجية التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة في الآونة الأخيرة.
وتزداد أهمية المشروعات القومية حين تتضمن شراكة مع دول الجوار، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي أو الإقليمي، وذلك لتوافقها مع رؤية الدولة الرامية لتعزيز وتعميق التعاون و الشراكة الإستراتيجية بين دول الجوار.
حيث تساهم المشروعات من هذا النوع في ترسيخ الشراكة على مستوى الدول والشعوب بالمنطقة، بجانب آثار هذه المشروعات على تعزيز الاستقرار بالمنطقة و الإقليم كاملاً، بالإضافة إلى الأثر الإقتصادي الإيجابي الذي ينعكس على شعوب المنطقة جراء هذه الشراكات الاستراتيجية.
وفي هذا الإطار أعلنت وزارة النقل خلال الفترة الماضية، أنها تستهدف ربط شبكة القطار الكهربائي السريع الجارى تنفيذه، بأطوال تصل لـ 2000 كم، بدول الجوار " السودان وليبيا" لتعزيز حركة نقل البضائع والركاب، بما ينعكس بالأثر الإيجابي على الاقتصاد المصرى و اقتصاد هذه الدول.
الربط بالقطار السريع مع ليبيا و السودان
وبحسب ما أعلنته وزارة النقل فإن شبكة القطار السريع ستمتد إلى السلوم و منها إلى مدينة بنغازي في ليبيا، فيما سيتم مد خط القطار الكهربائي السريع جنوباً من أبو سمبل إلى وادي حلفا بالسودان.
اللواء سمير فرج
الهدف الإستراتيجي للمشروع
وتعليقاً على ذلك، فقد أكد اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي، ومدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ومحافظ الأقصر الأسبق في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن الهدف الإستراتيجي من مشروع ربط القطار السريع مع السودان وليبيا، يتمثل في التنمية في المقام الأول.
حيث أوضح اللواء سمير فرج، أن دائما ما نردد أن التنمية أساسها المواصلات، مشيراً إلى أن حين قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي تنمية سيناء، أنشأ الإنفاق الخمسة لسهولة العبور إلى سيناء.
وعلى أثر ذلك فإنه في إطار المساعي المصرية لتنمية العلاقات الاقتصادية مع ليبيا والسودان، فمن المهم إنشاء خط مواصلات مباشرة مع هذه الدول، ولفت الخبير الإستراتيجي خلال تصريحاته إلى أن هذا الأمر سينعكس إيجابياً على البعد الاقتصادي، وذلك لما يوفره هذا الخط من سهولة نقل البضائع و التصدير والاستيراد من القاهرة إلى ليبيا و السودان و العكس أيضاً.
مصر تستعد بهذا المشروع لإعادة إعمار ليبيا
وخلال تصريحاته أضاف فرج أن ليبيا تمثل لمصر أمن قومي مباشر، زيادة توثيق العلاقات معها ينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع، كما أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد استقرار بالداخل الليبي هو ما سيترتب عليه البدأ في مرحلة إعادة إعمار، و هو ما يعني حاجه ليبيا لعمالة بشكل كبير، و تعد العمالة المصرية هي الأنسب بنسبة لـ ليبيا، وذلك للتقارب الكبير بين الشعبين المصري والليبي، بالإضافة إلى الاحتياج للمؤن و المعدات، وهو ما يؤكد أهمية مشروع ربط القطار السريع مع ليبيا بشكل كبير، حيث أن كل الإمدادات لإعادة إعمار ليبيا ستتم من خلاله.
وإختتم اللواء سمير فرج تصريحاته، بقوله أن الدولة المصرية تولي اهتماما خاصا للأمن القومي في العمق الإستراتيجي المباشرة لها، وتعمل على تدعيمه من خلال إجراء خطوط مواصلات مباشرة وأمنه وسهله و مستقرة، بجانب الإمداد الكهرباء لهذه الدول، حيث أفاد أن بالفعل مصر تمد السودان بالكهرباء، وربما يحدث نفس الأمر مع ليبيا خلال الفترة المقبلة.