كثيرا ما نتداول الأمثال الشعبية أحيانا على سبيل المزاح، وأحيانا أخرى على سبيل الوعظ، لكننا نستخدمها دون أن ندري ما وراءها من عادات وتقاليد وتراث قديم، نتعلم منه في كثير من المواقف الحياتية، لذا نرصد حكايات بعضها في السطور التالية.
«تروح فين يا صعلوق بين الملوك»
كثيرا ما نتداول ذلك المثل فيما بيننا دون أن نعرف أن وراءه قصة تاريخية مهمة وخطيرة، ففي مذبحة القلعة عام 1811، كان هناك شيخا مصريا يُدعى (زعلوك)، كان يعمل موظف حسابات لصالح أحد المماليك، ولسوء الحظ، كان الشيخ (زعلوك)، مصاحبا لصاحب عمله، فقُتِلَ بالخطأ.
وبعد انتهاء المذبحة وإبادة 470 مملوكا، قام أمير لجنة حصر القتلى بتدوين أسماء الضحايا ليفاجأ بجثمان الشيخ (زعلوك)، بينهم، فتداوله المصريون، حتى رُفِعَ إلى محمد علي باشا، والذي أمر بإعطاء أسرة الشيخ (زعلوك) آلاف المواشي ومئات الأفدنة تعويضا لهم عن ما حدث.
«اللي اختشو ماتو»
كثيرا ما نسمع هذا المثل يُقال في كثير من المواقف اليومية، وتعود قصته إلى العصور القديمة، فكان يوجد حمامات عامة في مصر والشام يذهب إليها الناس للاستحمام، وفيها مَن يشرف على تنظيم الدخول والملابس.
وفي أحد الأيام، نشب حريق في أحد هذه الحمامات المملوء بالناس، فهلع كثيرون وخرجو من الحمامات، لكن البعض الآخر فضلو الموت بداخله، مقابل أن لا يخرجو ويرى الناس عوراتهم خاصةً النساء.
وعندما سُئِل صاحب الحمام «هل مات أحد نتيجة الحريق؟»، قال «اللي اختشو ماتو»، ومن وقتها أصبح هذا المثل مثلا شائعا بين الناس.
«خدمة الغز علقة»
يعود هذا المثل لزمن الحروب والاحتلال، وله أكثر من رواية، قالت الأولى أن «الغز»، هي اختصار لكلمة «الأوغوز»، وهم جماعة تركية تنحدر من المماليك، وكانت تلك القبيلة تساند المماليك وتعاونهم في الخراب.
ولم يقتصر الأمر على خدمة المماليك فقط، بل كانو ينهبون الطعام من أهل القرى، ويضربونهم ويعذبونهم كلما أرادو الرحيل بعد انتهاء فترة خدمتهم.
أما الرواية الثانية قالت أن «الغز»، تعني «الغزاة»، فكان الغزاة ينهبون ثروات المصريين ويعذبونهم ويدمرون قُراهم، ويجبرونهم على العمل بالقوة دون أجر، كما كانو يضربونهم بشدة بعد خدمتهم، فانتشر هذا المثل منذ الاحتلال وحتى اليوم.