توفي، أمس الأربعاء، الرسام الفرنسي بيار سولاج، الشهير بلوحاته ذات الدرجات اللامتناهية من اللون الأسود، عن عمر يناهز الـ 102 عاما، بعد مسيرة حافلة بالإبداع.
وقال ألفرد باكمان، مدير متحفه في روديز بجنوب فرنسا: "إنه خبر محزن. لقد كنت أتحدث قبل قليل مع أرملته كوليت سولاج" التي "احتفل معها قبل أيام بعيد زواجهما الثمانين"، حسبما صرح لوكالة فرانس برس.
وكشف محمد القعود كبير الخدم لدى سولاج في سيت (جنوب) أن سبب وفاة الرسام أزمة قلبية.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر عن وفاة سولاج مشيرا أإلى أنه "عرف كيف يعيد اختراع اللون الأسود من خلال جعل النور ينبثق منه. وبالإضافة إلى اللون الأسود، تشكّل أعماله استعارات حية يستمد منها كل منا الأمل".
وكتبت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن على تويتر أن سولاج "يترك وراءه نتاجاً هائلاً عابراً للزمن" ، مشيرة إلى أنه "أعاد ابتكار اللون الأسود بشكل مذهل"، وواصفة إياه بأنه "سيد الأضواء".
وأكدت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك أن وفاته "خسارة كبيرة لعالم الفن ولفرنسا" ، فيما أسف سلفها جاك لانغ لـ"رحيل أحد كبار الفن".
حقق سولاج المولود في 24 ديسمبر 1919 شهرة واسعة بدءا من خمسينات القرن الماضي، ودخلت لوحاته أرقى المتاحف في العالم كمتحف جوجنهايم في نيويورك أو معرض تايت في لندن.
وظلت أعماله لأكثر من 75 عاما محط اهتمام المؤسسات الثقافية وسوق الفن. وفي نوفمبر 2021 بيعت لوحة له تعود إلى عام 1961 بمبلغ 20,2 مليون دولار في نيويورك. وتجاوز ثمن اللوحة بأشواط الرقم القياسي السابق الذي حققه أحد أعمال سولاج عام 2019 في باريس والبالغ 10,8 ملايين دولار.
وفي مايو 2014، وهو في الرابعة والتسعين من عمره حضر افتتاح متحف مخصص بالكامل لأعماله في مدينته روديز.
وفي ديسمبر 2019، أصبح سولاح بين قلة من الفنانين حصلوا على شرف عرض أعمالها في متحف اللوفر العريق وهم على قيد الحياة. وسبق لرسامين فقط أن كرما قبله بهذه الطريقة هما بيكاسو وشاجال عند بلوغهما سن التسعين.
وكرّس جزء كبير من المعرض وقتها لـ"أوترنوار" (ما بعد الأسود)، العالم الذي تخيله سولاج عام 1979 عندما اعتمد الأسود الكامل مراهنا على التباين بين الأملس والمحزوز واللامع والكامد والأسود والنور.
وعن تركيزه على اللون الأسود، قال الراحل في ديسمبر 2019: "أحب سلطة هذا اللون ووضوحه وتطرفه". وأضاف "إنه لون نشط جدا. لو وضعنا الأسود قرب لون قاتم، سيصبح مشعا".