يحذر الكبار من الانجراف وراء الأشياء الغريبة عن المعتاد أو كل ما يتعلق بعالم اللاماورائيات، حتى لا يصيبك مكروه في النهاية، لكن الشاب خالد لم يلقي بالا لتلك النصائح وكانت النتيجة مأساوية بكل المقاييس.
ليلة كاملة في استضافة الجن
ليلة في ضيافة الجن
كان هناك يدعى “خالد” يعمل بمنطقة تبعد عن مدينة الرياض، كان يعمل طوال الأسبوع ولديه عطلة يومي الجمعة والسبت يقضيهما بالرياض برفقة الأهل والأصدقاء؛ كان دائما يحب يوم الإجازة من، وينتظرها بفارغ الصبر.
من صفات خالد حبه لكل ما هو جديد وينساق وراء فضوله، وحبه للاستطلاع والمعرفة كلفه الكثير والكثير، وفي يوم من الأيام أثناء عودته من العمل في يوم الخميس، اضطر للجلوس بالمكتب لساعات إضافية، بسبب ضغط العمل، ولم يشعر بتأخر الوقت وقد حل عليه الليل، وأثناء قيادته للسيارة على أمل الوصول في أسرع وقت ممكن، رأى كلب من بعيد فهدأ السرعة وأشعل النور ليتمكن من رؤيته، وحينما اقترب من ذلك الشيء لم يكن كلب، بل وجده على هيئة بشر ولكن بملامح بشعة ومرعبة، وهنا ارتجف جسده وبدأ في تلاوة ما تيسر من القرآن، ولكن لا يزال هذا الكائن ينظر إليه، فإغمض عينيه وقال لنفسه لابد من أنها هواجس بسبب ارهاق العمل، وعندما فتح عينيه اختفى في لمح البصر.
انقاذ طفلة صغيرة على الطريق
ليلة في ضيافة الجن
أسرع خالد لسيارته وكانت خلفه سيارة عملاقة وفي منعطف الطريق توجد طفلة صغيرة، حاول تفادي السيارة العملاقة لإنقاذها، وفجأة ظهر أمامه شخص يحدق به، ولم يلقي له بالا فكان همه إنقاذ الطفلة فهدأ السيارة ونزل لإنقاذها، ثم أدخلها السيارة، وبعدما تجاوز خالد الخطر توجه بنظره للطفلة الصغيرة، وإذا بها في غاية الجمال ذات بشرة ناعمة بيضاء، شعر طويل بطولها إلا ببضع سنتيمترات قلائل شديد السواد واللمعة، عيناها جميلتين ولا تظهر عليها أي من علامات الطفولة، لا ببكاء ولا بضحكات ولا حتى بعلامات خوف تهيمن على ملامحها؛ الطفلة الصغيرة في حضن “خالد” وهو يبحث يمينا ويسارا لربما يجد من يبحث عنها من أهلها وذويها، أو يجد أي شيء يدل عليها لكي يتمكن من إعادتها.
من الغرائب المخيفة
أحب “خالد” الطفلة الصغيرة التي لم يرى في مثل جمالها قط مما جعله يطبع على جبينها قبلة من شدة ما ألم به من وجع وحزن على مصير تلك الطفلة المجهول، وهنا رأى “خالد” من بعيد رجل قوي البنيان طويل جدا وضخم، وعندما اقترب منه “خالد” بسيارته إذا به صبي صغير لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، تعجب “خالد” من أمره وهنا تصرف ذلك الصبي بحركات غريبة مثيرة للشكوك؛ أصر الصبي على اصطحاب الطفلة بعيدا عن “خالد” وهنا خاف “خالد” على الطفلة منه وقرر الانضمام إليهما ليطمئن على سلامتها بوصولها إلى والديها.
قرية الجن
وهنا ظهرت علامات الضيق على الصبي فجلس في مقعد السائق وبجواره “خالد” وجعل الطفلة على المقعد الخلفي، وبعد مدة وجيزة وصلوا إلى مكان شديد الظلمة تحيط به أربعة جبال عظام، فنزلوا من السيارة فاندهش “خالد” مما رآه لا توجد أنوار إلا على أبعاد متساوية وعبارة عن نيران مشتعلة، جذب الصبي الطفلة ورحل بها في لمح البصر وترك “خالد” يواجه مصيرا مجهولا، لقد شاهد في تلك الليلة كل أنواع الرعب لدرجة أنه لم يستطع النهوض من محله وجثا على ركبتيه؛ وحينما اقترب منه جنيا على هيئة لم يستطع التعرف عليه منها لا توجد بوجهه أية ملامح لا فم ولا أنف ولا عينين إنه كقطعة اللحم السوداء، تباعدت أنفاس “خالد” وأيقن في قرارة نفسه أنها لحظات عمره الأخيرة.
ليلة في ضيافة الجن
وهنا قدمت إليه الطفلة التي أنقذها مسرعة إليه، وجاء معها والدها الذي علم فيما بعد أنه ملك الجان، ولقاء ما أنقذ حياة ابنته “زيزفونة” سيكون في ضيافة الجن لمدة ليلة كاملة.