هل يشترط تبييت النية في صيام أيام شعبان؟.. الإفتاء توضح الضوابط الشرعية

الاثنين 10 فبراير 2025 | 12:51 مساءً
 الصيام
الصيام
كتب : محمود عبد الرحمن

أوضحت دار الإفتاء أن غالبية الفقهاء يرون أنه لا يشترط تبييت النية لصيام التطوع، بما في ذلك صيام بعض أيام شهر شعبان، وذلك بشرط ألا يكون الصائم قد تناول أيًّا من المفطرات منذ طلوع الفجر وحتى إعلان نيته للصيام.

وأكدت الدار في فتوى لها أن النية تُعدّ ركنًا أساسيًا لصحة الصيام، إذ إنّ العبادة لا تُقبل بدون نية صادقة، مستندةً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» (رواه البخاري). 

وفي سياق الصيام، يعني ذلك أن يُعزم المسلم على الامتناع عن الطعام والشراب وجميع المفطرات طاعةً لله تعالى.

وأشارت الإفتاء إلى إمكانية عقد نية صيام التطوع، ومنها صيام بعض أيام شعبان، حتى دخول وقت الظهر، بشرط أن يلتزم الصائم بعدم تناول أي شيء من المفطرات منذ طلوع الفجر؛ وهو ما يميز نية صيام النافلة عن صيام الفرض، مثل صيام رمضان أو القضاء، الذي يشترط فيه تبييت النية قبل الفجر.

واستدلّت الدار بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ روت: «دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا، قال: فإني إذًا صائم» (رواه مسلم)، مما يدل على إمكانية نية الصيام أثناء النهار ما دام الصائم لم يستهلك شيئًا من المفطرات منذ طلوع الفجر.

وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن من يستيقظ بعد الفجر أو حتى بعد الظهر يجوز له نية صيام التطوع، بشرطين أساسيين:  

1. أن تُوضع النية قبل أذان العصر. 

2. وأن يلتزم الصائم بعدم فعل ما يُفسد الصيام، مثل الأكل أو الشرب.

وأكد ممدوح، أن تحقيق هذين الشرطين يُوجب صحة الصيام ويؤجر عليه الصائم، مستشهداً بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

 كما أضاف أن صيام الفريضة، سواء كان أداءً في رمضان أو قضاءً للأيام الفائتة أو كفارةً أو نذرًا، يشترط فيه تبييت النية قبل الفجر؛ وإلا يكون الصيام غير صحيح.

وفيما يتعلق بجواز نية صيام التطوع بعد وقت الظهر، أفاد بعض الفقهاء، من بينهم الحنابلة وطائفة من الشافعية، بأن ذلك جائزٌ إذا ظل الصائم ملتزمًا بعدم تناول أي مفطر منذ طلوع الفجر، استنادًا إلى أدلة منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة.

وأشار العلماء إلى أن الليل هو الفترة التي يُستحب فيها عقد نية صيام الفريضة، بينما يمكن اعتبار النهار محل نية صيام النافلة ما دام الصائم لم يأتِ بأي من المفطرات.

 وأضافوا أن وجود النية في أي جزء من النهار، حتى بعد الظهر، يكفي لصحة الصيام، كما هو الحال عند نية الصيام قبل الزوال بقليل.

وباختصار، فإن صيام التطوع، ومنها صيام بعض أيام شعبان، لا يشترط فيه تبييت النية قبل الفجر، بل يمكن عقدها أثناء النهار بشرط عدم تناول المفطرات منذ طلوع الفجر، بينما يستلزم صيام الفرض تبييت النية قبل الفجر لضمان صحته.

اقرأ أيضا