يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الاثنين، جولة تستمر 3 أيام يستهلها بزيارة لمصر مرورا بالمملكة الأردنية، ثم تركيا.
ويبحث ولي العهد السعودي خلال الجولة مع قادة الدول الثلاث عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وسُبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات.
وتعد هذه ثاني جولة خارجية بعد اليابان (2019) لولي العهد السعودي خارج منطقة الخليج منذ جائحة كورونا مطلع 2020، والثانية خلال 6 أشهر خارج البلاد.
وكان الأمير محمد بن سلمان قد قام بجولة في ديسمبر الماضي قبيل القمة الخليجية الأخيرة، استمرت 5 أيام، قام خلالها بزيارة سلطنة عُمان ودولة الإمارات وقطر والبحرين والكويت على التوالي.
ويلتقي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث من المقرر أن يبحثا أطر التعاون المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات وعدد من الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط.
وسبق وعقد الزعيمان العربيان قمة في العاصمة السعودية الرياض مارس الماضي، عقب زيارة قام بعا الرئيس السيسي إلى الشقيقة السعودية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتجمع الرئيس السيسي وولي عهد المملكة العربية السعودية علاقة قوية ومتينة مبنية على الاحترام المتبادل والتطابق في الرؤى والأفكار حول عدد من القضايا والملفات العربية والدولية.
أهداف الزيارة ودلالاتها وتوقيتها
وفي هذا الصدد، قال خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق البرديسي، إن القمة المرتقبة اليوم الإثنين بين ولي العهد السعودي، والرئيس السيسي تعد هي الثانية خلال 3 شهور بعد القمة التي جمعتهما في الرياض 8 مارس الماضي.
وأوضح البرديسي ـ في تصريحاته ، أن جولة ولي العهد السعودي تأتي في توقيت غاية الأهمية، حيث تشهد المنطقة ظروفا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم.
وتابع: فبتالي الهدف من زيارة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان تؤكد مدى قوة مصر والسعودية وصمودهم في ذلك الصراع والاضطراب العالمي.
وأكد أن “تغير الخريطة العالمية وروسيا الاتحادية من جانب في معسكر وما وراءها بالطبع وبشكل خفي الصين وإيران في جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التي ليس على موقف واحد، في هذه الخريطة المتشابكة يرقع جو بايدن ويتراجع عن موقفه المتعنت ويبقي حريص على أن يلتقي بالرئيس السيسي عندما ظهر دور في قضية عزة”.
وأضاف أن هذا بجانب قوة وروية مصر الاستباقية الاستراتيجية في ملف الغاز بتدشينها منتدى غاز الشرق المتوسط فهي رؤية ثاقبة للرئيس السيسي، ومن جانب آخر قدرة السعودية على زيادة إنتاج النفط، إذا مصر والسعودية يتمثلون في الغاز والنفط والطاقة الجديدة والمتجددة.
ولفت أن “بايدن يرقع بأنفة في تراب المنطقة العربية المصرية والسعودية لأنه محتاج كل ما تمتلكه هذه الدول من خيرات، فالأهداف والدلالات وتوقيت الزيارة واضح، بجانب حرص الرئيس السيسي دائما بأن يلتقي الأمير محمد بن سلمان وكان أمس مع العاهل الأردني والبحريني ولقاءته المستمرة محمد بن سلمان والقيادة الإمارتية هو تنسيق عربي لبرورة موقف عربي يقوم على توحيد المصالح بين الدول الشقيقة”.
واختتم قائلا: هذه الدول مؤكدين أن العالم هو من يلهف من ورائهم، وان الزيارات المتبادلة والقاءات مع الرئيس السيسي توضح أنه أذكى وأقوى رئيس لمصر في ملف العلاقات الخارجية من خلال الرؤيا والنجاح والعبقرية.