كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا"، أن مستويات الطلب المتراجعة في حركة المسافرين منذ أكثر من عامين بسبب الجائحة الوبائية، باتت تشهد انتعاشاً طال انتظاره، بالتزامن مع رفع القيود عن السفر في معظم المناطق، حيث ارتفع إجمالي حركة المسافرين بنسبة 76.0% في مارس 2022 مقارنةً مع الفترة نفسها من العام الماضي، ووصل الطلب العالمي على السفر إلى أقرب مستويات ما قبل الأزمة في عام 2019 بفارق 41%.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا"، إنه رغم مؤشرات التحسن الإيجابية في الأداء، مازال يوجد الكثير من حالات التأخير في العديد من المطارات نظراً لعدم توفر الموارد الكافية لمواكبة مستويات الطلب المتنامية، لذا لا بد من معالجة هذه الأمر بسرعة لتلبية تطلعات المسافرين المتحمسين للسفر جواً.
واعتبر ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، الانتعاش المتواصل في السفر الجوي يفتح آفاقاً مبشرة بالنسبة للاقتصاد العالمي وملايين الأشخاص الذين تضررت أعمالهم جراء القيود المفروضة على السفر، فضلاً عن أفراد العائلات والأصدقاء الذين يعيشون في أماكن متفرقة.
وأشار “والش”، إلى التدابير التي اتخذتها بعض الحكومات وتشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الانتعاش، ويبرز ذلك بقوة في هولندا حيث سمحت الجهات المنظمة في مطار سخيبول بتعويض خسائره الناجمة عن أزمة كوفيد-19 على حساب شركات الطيران والعملاء مع زيادة رسوم المطار بنسبة 37% على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
كما طلبت إدارة المطار من شركات الطيران إلغاء الحجوزات والمبيعات الجديدة للأسبوع الجاري، ما شكّل إزعاجاً كبيراً للمسافرين، حيث زعمت وجود نقص في كوادر المطار بما يشمل الوظائف الأمنية التي توفرها الحكومة. فضلا عن أن الحكومة في هولندا تعتزم أيضاً زيادة الضرائب من المسافرين بقيمة 400 مليون يورو سنوياً بهدف الحد من الإقبال على السفر.
واعتبر “أياتا”، أن إجراءات الحكومة الهولندية سوف تؤدي إلى تأثيراتٍ سلبية كبيرة، من خلال تقييد التواصل وفشلها في توفير موارد تشغيلية ضرورية للمطار وإتاحة التلاعب بالأسعار من قبل مطارها الرئيسي. وأنها سوف تفضي هذه التدابير إلى خسارة بعض الوظائف وتضرُّ بمصالح العملاء الذين يعانون اليوم من تضخم الأسعار، فضلاً عن استنزاف الموارد التي تحتاجها شركات الطيران لتحقيق التزامات الاستدامة وصولاً إلى الحياد الكربوني.
ورأى مدير الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا"، أنه غاب عن الحكومة الهولندية درس مهم خلال أزمة كوفيد-19 بأن كفاءة السفر الجوي تنعكس على جودة حياة الجميع، لذا يتعين عليها التراجع عن هذه الخطوات لأنها تشكل نموذجاً غير جيد. مؤكدا أنه ينبغي على الحكومات التركيز في المقام الأول على وضع خطط تسمح لها بمواكبة الطلب المتوقع خلال موسم الصيف المقبل، بما يضمن تحقيق الانتعاش وحصد منافعه الاقتصادية والاجتماعية وعدم تخييب آمال الكثيرين الذين انتظروا عامين لأجل قضاء عطلة صيفية بسبب غياب الاستعدادات اللازمة.