عرض اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية رؤية الوزارة فيما يخص مبادرة حياة كريمة من منظور أفريقي، مشيراً إلى وجود تشابه بين الريف المصري وبعض الأقاليم والمناطق في الدول الأفريقية ، ووجود بعض المشاكل والتحديات المشتركة مثل انتشار ظاهرة الهجرة الريفية الحضرية وارتفاع كثافة السكان بالمدن وانخفاض المستوى التنموي .
وشدد اللواء محمود شعراوي على أنه يمكن تعميم التجربة المصرية في تلك المبادرة التاريخية الهامة والاعتماد على المنهج التخطيطي والتنفيذي للاستفادة والبناء على الدروس المستفادة من المبادرة المصرية، مشيراً إلى أنها تجربة مصرية يمكن تعميمها والاستفادة منها على المستوى الأفريقي لتحقيق الاستدامة متعددة الأبعاد في المدن الأفريقية .
وذلك على هامش مشاركته في فعاليات الدورة التاسعة لقمة المدن الأفريقية ( Africites 2022 ) والتي تعقد حالياً في مدينة " كيسومو"الكينية ، شارك في الجلسة كل من اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية والدكتورة منال عوض محافظ دمياط وحضرها عدد المسؤولين والمحافظين الأفريقية المشاركين في القمة من مختلف دول القارة واستمرت لأكثر من 3 ساعات وقدمها السفير محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي .
كما أكد استعداد مصر لاستضافة مؤتمر وزراء التنمية المحلية الأفارقة خلال شهر يوليو القادم بالقاهرة وسيقدم استعراض هذه المبادرة وكافة جوانبها للاستفادة منها على مستوى القارة الأفريقية.
وأشار وزير التنمية المحلية إلى أن المبادرة ستكون متاحة بكل تفاصيله اللأشقاء الأفارقة وستعلن مصر لقارتها ما يمكن تبادله من خبرات في هذا الإطار ، مشيراً إلى ضرورة دعم ومساندة الشركاء الدوليين للدول الأفريقية لتعميم الدروس المستفادة من المبادرة في العديد من البلدان الأفريقية والتي تنفق مبالغ ضخمة مشتتة بدون رابط وبدون تحقيق الأهداف التنموية ، مؤكداً ضرورة توجيه عمليات الصرف في قطاعات محددة وبدعم وتنسيق بين الوزارات ، حيث كان ذلك من أحد التحديات الهامة والتي نجحت الدولة المصرية في تخطيه بدعم ومتابعة من القيادة السياسية ورئيس مجلس الوزراء .
كما أكد بعض المشاركين في الجلسة أن المبادرة المصرية نموذج جيد وناجح ويمكن تعميمه في عدد من دول القارة وإطلاق مبادرات مشابهة ، كما أعرب عدد منهم في التعرف أكثر على المبادرة الرئاسية مؤكدين أن هناك ملايين الدولارات التي تنفقها الدول الأفريقية على بعض المشروعات والتي لم تحقق الأهداف والفكر والنتائج الموجودة في " حياة كريمة" .
وأعرب المشاركون عن استعداداهم لزيارة مصر للوقوف على كافة التفاصيل الخاصة بتنفيذ المبادرة على أرض الواقع
ومن جانبه رحب اللواء محمود شعراوي بأي زيارات لوفود أفريقية ترغب في هذا الأمر .
وخلال الجلسة عرض أيضاً اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية على أرض المحافظة والتغير الذي شهدته بعض القرى المصرية بالقليوبية بعد التنفيذ فيما يخص الخدمات الأساسية للمواطنين ، لافتاً إلى أن المبادرة حملت أسلوب جديد للتعاون بين الوزارات المركزية والمحافظات مما عزز مفهوم الترابط والاستماع إلى رأي المواطنين في اختيار وتنفيذ المشروعات .
وأضاف الهجان أن مبادرة " حياة كريمة" جاءت لتعكس اهتمام القيادة السياسية بالمواطن المصري وإيمانها بدوره الكبير في استكمال مسيرة البناء والتنمية .
من جانبها أشارت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط إلى " حياة كريمة " تعد أكبر مشروع قومي تشهده قرى الريف المصري بهدف تغطية القرى التي تستهدفها المبادرة بكافة خدمات البنية التحتية والارتقاء بمستوى الخدمات بالجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والارتقاء بمستوى خدمات التعليم والرعاية الصحية ، مشيرة إلى أن المشروع يتضمن حزمة من البرامج والأنشطة المتعددة التي تتوافق أهدافها مع رؤية مصر للتنمية المستدامة، لتحقيق الأهداف المتمثلة في بناء الإنسان المصري وخدمة أهالي الريف وتوفير حياة كريمة لهم من خلال تحسين أحوال معيشتهم، مشيرة إلى أن الوزارات والهيئات ومؤسسات الدولة المصرية تكاتفت في تحالف واسع جاء بمشاركة فعالة للمجتمع المدني والأهلي، لتنطلق الأعمال على قدم وساق بجميع المشروعات المدرجة بها، كي نشهد حاليًا عمليات إنشاءات وتطوير ضخمة بجميع القطاعاتلم تشهدها القرى من قبل.
وخلال الجلسة أجاب وزير التنمية المحلية على بعد الاستفسارات التي طرحها المحافظين والمسؤولين الأفارقة المشاركين في الجلسة ومن بينهم السيدة جوليا رئيسة مكتب منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية في غرب أفريقيا والتي أشارت إلى ما تقوم به الحكومة المصرية في مبادرة " حياة كريمة " هو جهد غير مسبوق على صعيد عملية التنمية بالقارة الأفريقية.
كما أعربت عن تطلعها لتبنى تنفيذ المبادرة على الصعيد الإفريقي قائلة: " حياة كريمة " لا يجب أن تكون مصرية فقط ولا بد أن تمتد لباقي الدول الأفريقية وبنفس الأسلوب والمنهج ، كما اقترحت السيدة الأفريقية بتبني وزراء التنمية المحلية الأفارقة هذا التوجه وأن يتم رفعه إلى الاتحاد الأفريقي لدراسته وعرضه على القادة الأفارقة خلال القمم والاجتماعات المقبلة .