موجة من الجهالة المهنية تجتاح الجامعات.. لا يقدر أن ينكرها واعٍ.. ولا يملك عاقل إلا أن يقف أمامها مذهولاً..!
موجة وإن اختلف اللسان المعبر عنها واليد التى تبطش باسمها.. فإن أكثر سماتها صدمة أنها فى حالة قطيعة تامة مع تراكم العلم والخبرة والترقى الإنسانى الذى حدث فى المائتى سنة الأخيرة على الأقل..
والتى أنتجت الإنسانية فيهم أكثر نتاج عقلها ووجدانها رُقِياً من فلسفة وفكر وفن.. وأكثر تجلياتهم أثراً فى اقتصاد وسياسة ودولة وعِلم.
موجة بدعوى البراجماتية ترى أن السوءات الفكرية من فاشية وعنصرية وقطيعة مع العلم وميل للقطبية وتأجيج الشقاق بين البشر هى فضائل فكرية ..!
عند هؤلاء كلُ موظف آثم.. كل هؤلاء بطون كالّة شكاءة لا ترضى ولا تقنع.. عالةُ على الحياة.. ولهذا لا يأبهون للبشر بحدِ الوجع بل يجربون فيهم كل يوم حدَ الكسر..
حاملو اللواء البائس لتلك الموجة الغبراء يتعاملون مع موروث الترقى الإنسانى وكأنه تهويمات لا قيمة لها ما دامت غير قابلة للبيع والشراء..
الحُرية بكم..؟!
وأين لـ»الكرامة» سوق لبيعها وشرائها والتربح فيها..؟!
ومنذ متى أطال «العدل» عمراً أو قصر فى الأعمار طول الظلم..؟!
لو اتفقنا أن نخبة الجامعات وعقلها الهادى..
ليست شخوصًا تُسَمِّى نفسها هكذا.. وليست رؤوسًا في معين بيروقراطية..
وليست من إعلام بائس يُقحِم على الناس وجوها رَثَّة تُكَرِّرُ عبارات جوفاء..
كل ما يعرفه هؤلاء هو مرجعية الدرجة الأكاديمية .. تلك هي المرجعية التي حين تتجسد في أي منهم- أيًا كان سَمتُهم أو موقعهم- صاروا هم نخبتها المفتقدة .