استعرض الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، التطور التاريخي للعلاقات المصرية الأمريكية، على وقع تصريحات سامح شكري وزير الخارجية خلال زيارته إلى واشنطن، مؤكدا أن العلاقات المصرية الأمريكية تطورت بشكل كبير منذ مطلع الثمانينات.
وقال سامح شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، إن مصر شريك موثوق للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وعلاقاتنا لم تخرج عن مسارها برغم الصعوبات في المنطقة.
وأوضح فهمي خلال استضافته مع الإعلامية فاتن عبد المعبود مقدمة برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة صدى البلد اليوم الثلاثاء، أن علاقة المصرية الأمريكية استراتيجية في البداية بدأت بتواجد الولايات المتحدة كطرف وسيط خلال توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مضيفا أنه منذ هذه اللحظة وما تلاها من خطوات دشنت طبيعة الخصوصية في العلاقة المصرية الأمريكية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن القضية كانت مرتبطة بطبيعة الإطار الدنيوي للعلاقة، جزء منها كان سياسي واستراتيجي واقتصادي، لافتا إلى أن اختزال العلاقات المصرية الأمريكية في شكل المعونات والتعاون العسكري مقاربة قديمة لأنه بطبيعة الحال العلاقات تطورت بصورة كبيرة في مطلع الثمانينات، وكان هناك إقرار بين مصر والولايات المتحدة بالدعم الاقتصادي وتدشين المرحلة الاقتصادية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المصرية بالكامل.
وأشار إلى أن مصر أسست الشراكة مع الولايات المتحدة على مراحل مختلفة، موضحا أن الحوار الاستراتيجي بدأ في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سبقها مراحل مرتبطة بمحطات مفصلية جزء منها كان معونات اقتصادية تعود لاتفاق وقع في فترة الثمانينات القرن الماضي.
ونفى فهمي، أن تكون معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل أقرت تقديم الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية إلى مصر، موضحا أن هناك اتفاق آخر يتعلق بالدعم والمعونات الاقتصادية فضلا عن أن المعونة العسكرية هدفها كان تطوير قدرات وإمكانيات الجيش المصري وبناء شراكة على الندية.
وأضاف أن خلال فترة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك تم تدشين مراحل كثيرة في العلاقة جزء منها كان مرتبط بقضايا سياسية في الإقليم وخارجه وتلاها دعم القوات المسلحة المصرية بأنماط حديثة من الأسلحة، مؤكدا أنه كان هناك تطور كبير في هذه المرحلة قبل الوصول للمرحلة الحالية التي تبني التراكم التاريخي للعلاقة التي تسمى بـ«الشراكة الاستراتيجية» رغم إنها لا تخلو أحيانا من المناكفات والسخافات الأمريكية مثلما حدث خلال فترة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.