قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن أنقرة لا تزال تنوي شراء دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي من روسيا، وهو إجراء زاد من حدّة الخلاف مع واشنطن ودفعها إلى فرض عقوبات على تركيا.
وفي حديث أجراه لشبكة «سي. بي. إس نيوز»، قال إردوغان إنه لا يمكن لأحد التدخل في ما يتعلق بالأنظمة الدفاعية التي تنوي تركيا، العضو في حلف شمالي الأطلسي، شراءها.
وكانت وكالة «إنترفاكس الروسية» قد نقلت عن رئيس شركة «روسوبورون إكسبورت» الروسية لتصدير الأسلحة، الشهر الفائت، أن روسيا وتركيا تقتربان من توقيع عقد جديد لتزويد أنقرة بوحدات دفاع جوي إضافية من طراز «إس ــ 400» في المستقبل القريب.
وأدّى شراء أنقرة السابق لمنظومة «إس ــ 400» من روسيا إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمالي الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا.
وكانت موسكو وأنقرة قد وقّعتا اتفاقاً عام 2017 بشأن تسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع إلى تركيا، ما يجعلها أول عضو في حلف شمالي الأطلسي يشتري نظام صواريخ الدفاع الجوي هذا من روسيا.
وقد أثار قرار أنقرة شراء النظام الروسي الصنع استياء الولايات المتحدة وحلف الناتو، لكن تركيا لم ترضخ للضغوط الأميركية، وأكدت أنها ستحافظ على نظام الـ«إس ــ 400». بدورها، ردت واشنطن باستبعاد أنقرة من البرنامج الأميركي لتطوير الجيل الخامس من القاذفات المقاتلة «F-35».
وفي حين هدّدت واشنطن مراراً بأن شراء أنقرة دفعة ثانية من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس ــ 400» سيؤدي بالتأكيد إلى فرض عقوبات أميركية جديدة، أعلن إردوغان، في حزيران الفائت، أنه أبلغ نظيره الأميركي، جو بايدن، خلال لقائهما على هامش قمة «الناتو»، بـ«ألّا يتوقّع من تركيا اتخاذ خطوات مختلفة في ما يتعلّق بملفَّي طائرات أف 35 ومنظومة إس ــ 400».
كما قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 7 حزيران الفائت، خلال لقائه نظيره الفرنسي، جان إيف لو ردريان، إن تركيا لا تعتبر أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية «إس ــ 400» تهديداً لحلف شمالي الأطلسي (الناتو)، وتخطط للتعامل مع هذه المسألة من وجهة نظر واقعية.
وكان إردوغان قد تعهّد في تشرين الأول من العام الماضي بأن أنقرة لن تتخلّى عن نظام الدفاع الجوي رغم ضغوط واشنطن.