قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن ظروف الدولة المصرية خلال العقود الماضية، لم تمكنها من اقتحام ملفات الإسكان والصحة والتعليم بسبب ظروف الحروب وعدم الاستقرار، لكن التحدي الأكبر الذي تواجه هو الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها مصر خلال 100 عام.
وأضاف مدبولي، أن مصر عام 1900 كان عدد سكانها 9 ملايين، ووصلنا بعد أقل من 120 عاما إلى 102 مليون، حيث تضاعفت الزيادة السكانية فوق الـ11 أو الـ12 مرة، وهو ما يضيف تحديا كبيرا جدا على الدولة المصرية، مشددا على ضرورة وجود وقفة صارمة مع هذه القضية، حيث أنه لو استمرت هذه القضية بهذا الشكل سيكون المردود الإيجابي ليس بالصورة المرجوة للمواطن.
ولفت إلى أنه من تجارب الدول العالمية والنامية التي سبقتنا في هذا الموضوع أن الزيادة السكانية عندما تفوق قدرة وإمكانيات الدولة على توفير الخدمات والسكن والمرافق وفرص العمل تصبح تحديا، وهو ما جعل هذه الدولة تعمل برامج لمحاولة ضبط الزيادة السكانية لتقلل هذه الفجوة وتنفذ مشروعات كبيرة.
وأشار مدبولي إلى أن مشكلة مصر على مدار العقود السابقة كانت تتمثل في أن قدرات الدولة وإمكانياتها لم تكن قادرة على مواكبة الزيادة السكانية فأصبح الموضوع تحديا حقيقيا، مضيفًا أن قضية الإسكان استمرت على مدار عقود طويلة، قضية حقيقية تواجه الدولة، مشيرا إلى أن المواطن عندما وجد أن الدولة غير قادرة على تلبية احتياجاته، حاول حل المشكلة بنفسه، وكانت النتيجة أن البناء والتصور الذي يضعه يفتقر لآليات التخطيط، والذي كان نتاجه استفحال ظاهرة النمو العشوائي وظاهرة المناطق غير الآمنة التي كانت متواجدة في كافة المدن المصرية على مدار العقود السابقة.