نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية تفاصيل جديدة حول مع تعتبره محاولة انقلاب على السلطة في الأردن لصالح ولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأحد استنادا إلى "مكالمات تم تسجيلها عبر أجهزة الاعتراض الهاتفية والتنصت"، إن مساعدي الأمير حمزة، بسام عوض الله، الذي تولى سابقا منصب رئيس الديوان الملكي، والشريف حسن بن زايد، الذي ينتمي للأشراف الهاشميين وشغل منصب مبعوث الملك إلى السعودية، سعيا إلى الحصول على تعهدات بالولاء نيابة عن ولي العهد السابق من زعماء القبائل وقادة سابقين في الجيش الأردني قبل أسابيع من تكشف الخطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التسجيلات تعتبر بمثابة أدلة رئيسية في القضية التي تنظر فيها الحكومة الأردنية حاليا ضد عوض الله وبن زيد، المتهمين بالعمل كوكيلين للأمير حمزة في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أخيه غير الشقيق، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ومن المتوقع أن يمثلا أمام المحكمة في عمان يوم الاثنين.
وأوضح التقرير أن "المكالمات واعتراضات الأحاديث، التي اطلعت عليها غارديان، حدثت خلال 3 أسابيع في مارس الماضي، في نفس التوقيت الذي حاول خلاله الأمير حمزة، حسب مسؤولين، حشد الدعم من شخصيات كان بإمكانيهم تحويل ما وصفهم المسؤولون بالمؤامرة التحريضية إلى تحد خطير لحكم الملك عبدالله الثاني".
وبينت الصحيفة أن "التسجيلات تضمنت كلمة مبايعة... التي أثار استخدامها قلق مسؤولي الاستخبارات الأردنيين، الذين بدأوا في مراقبة الأمير حمزة ومساعديه، فيما وضع بداية لصراع عروش حقيقي أسفر عن خلافات بين اثنين من أبرز أعضاء الأسرة الحاكمة الأردنية".
ونجح مسؤولون استخباراتيون في رصد عدة مكالمات يبدو أنها تستهدف الحصول على الولاء، وخلال إحدى تلك المكالمات، تم رصد أحد الأشخاص وهو يقول لزعيم من القبائل: "رجلنا قرر التحرك، فهل تتعهدون بالولاء له".
وأشارت "غارديان" إلى أنه تم وضع جهاز تنصت لرصد اجتماع بين شخص مقرب من الأمير حمزة وزعماء القبائل في شمال الأردن، لمناقشة كيفية دعم ولي العهد السابق، حيث كانت اللقاءات مع المدنيين تقتصر على 15 فردا، في حين كانت اللقاءات مع متقاعدين عسكريين تصل إلى 7 أشخاص كحد أقصى.
وبحسب "غارديان"، فإنه بحلول منتصف مارس الماضي، وبعد تسليم التحذيرات إلى الديوان الملكي ومديرية المخابرات العامة الأردنية، يعتقد مسؤولون أن الأمير حمزة رأى مجموعة من الظروف، من بينها إحياء ذكرى معركة استمرت 50 عاما مع إسرائيل، وحركة شبابية عمرها عقد من الزمن، وكذلك عيد الأم، كفرصة لبناء الزخم فيما يتعلق بخطته.
ونقلت عن مسؤول بارز قوله: "في تلك المرحلة، كان حمزة يطلب المشورة حول كيفية المضي قدما، وتم إبلاغه بأن هذه القرارات تحتاج إلى استجابات مدروسة جيدا، وأنه سيعلم عندما يحين موعد الضربة القاضية".