هل تغني صلاة التهجد عن صلاة التراويح؟ وما الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد ، لعلها من الاستفهامات الشائعة مع دخول العشر الأواخر من رمضان، والتي تبدأ معها صلاة التهجد كواحدة من أحب العبادات في آخر الشهر الكريم، بها قد يلحق الغافل ركب الفائزين والمعتوقين من النار في رمضان، ولأنهما من النوافل ، يتردد السؤال هل تغني صلاة التهجد عن صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان؟.
هل تغني صلاة التهجد عن صلاة التراويح؟
هل تغني صلاة التهجد عن صلاة التراويح؟، ورد فيها أن صلاة التراويح هي الصلاة المخصوصة بليل رمضان وصلاة التهجد تصلي في كل وقت في رمضان أو في غير رمضان ويطلق على الاثنين قيام الليل، كما أن صلاة التهجد لا تغني عن التراويح فكل صلاة برأسها أي نصلي التراويح، وهي الأولى في شهر رمضان فإن استطعت أن تصلي التراويح ثم بعد ذلك تصلي التهجد فيكون هذا أفضل، فإن لم تستطع فاجعل تهجدك في أول الليل صلاة تراويح حتى تصلي الصلاة الخاصة بشهر رمضان المبارك.
الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد:
الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد ، ورد فيها أن هذه الصلوات الثلاث كلها بمعنى واحد وتؤدى بطريقة واحدة وهي ركعتين ركعتين وجميعها يبدأ بعد صلاة العشاء ويمتد وقتها حتى أذان الفجر .
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح ، ورد أن قيام الليل هو قضاء الليل كلّه، أو جزء منه بأداء عملٍ صالح، ويشمل ذلك الصلاة، وذِكر الله -تعالى-، وقراءة القرآن، ونحوها من العبادات، ولا يُشترَط أن يكون ذلك طوال فترة الليل، فقيام ساعة يُعَدّ قياماً لليل، وقيام الليل يعني: صلاة التطوُّع من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، أمّا التهجُّد فيختصّ بالصلاة فقط، وقد حصره بعض العلماء بالقيام للصلاة بعد النوم.
الفرق بين صلاة التراويح والقيام والتهجد ، قال أكثر الفقهاء أنّ التهجُّد يكون بصلاة الليل مُطلَقاً؛ سواءً قبل النوم، أو بعده، فيظهر من ذلك أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد؛ إذ يدخل فيه معنى الصلاة قبل النوم، أو بعده، ويشمل عبادات أخرى، وقد ذُكِر القيام والتهجُّد في القرآن الكريم؛ قال -تعالى-: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا»، وعن التهجُّد قال -عزّ وجلّ-:(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)، ويُطلِق العلماء على صلاة قيام الليل في رمضان اسم صلاة التراويح، كما يمكن أن تُسمّى تهجُّداً.
الفرق بين صلاة التراويح والتهجد ، صلاة التراويح في شهر رمضان سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي ثم تأخر عنهم خشية أن تفرض عليهم وفعلها أصحابه في عهده وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم واستمر العمل بها إلى اليوم ، وأما عدد ركعاتها فلم يثبت فيه حد محدد والعلماء مختلفون فيه منهم من يرى أنه ثلاث وعشرون ومنهم من يرى أنه ست وثلاثون ومنهم من يرى أكثر ومنهم يرى أقل ، والصحابة صلوها في عهد عمر ثلاثا وعشرين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفرق بين صلاة التراويح والتهجد ، والنبي كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ولم يحدد للناس عددا معينا في التراويح وقيام الليل بل كان يحث على قيام الليل وعلى قيام رمضان بالذات فيقول صلى الله عليه وسلم : من قام رمضان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يحدد عدد الركعات وهذا يختلف باختلاف صفة القيام فمن كان يطيل الصلاة فإنه يقلل عدد الركعات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان يخفف الصلاة رفقا بالناس فإنه يكثر عدد الركعات كما فعل الصحابة في عهد عمر.
الفرق بين صلاة التراويح والتهجد ، ولا بأس أن يزيد في عدد الركعات في العشر الأواخر عن عددها في العشرين الأول ويقسمها إلى قسمين قسما يصليه في أول الليل ويخففه على أنه تراويح كما في العشرين الأول وقسما يصليه في آخر الليل ويطيله على أنه تهجد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها وكان إذا دخلت العشر الأواخر شمر وشد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله تحريا لليلة القدر ، فالذي يقول لا يزيد في آخر الشهر عما كان يصليه في أول الشهر مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومخالف لما كان عليه السلف الصالح من طول القيام في آخر الشهر في آخر الليل فالواجب اتباع سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده وحث المسلمين على صلاة التراويح وصلاة القيام ولا تقليل من قيام رمضان .
هل يجوز صلاة التهجد بدون صلاة التراويح
صلاة التهجُّد يُطلَق مصطلح التهجُّد في اللغة على النوم والسهر، وهو مُشتَقّ من الهجود، وهجَدَ الرجل؛ أي نام بالليل، ويُطلَق أيضاً على الصلاة في الليل، وقد فرّق معجم لسان العرب بين المُتهجِّد والهاجد؛ فالمُتهجِّد هو: مَن قام للصلاة في الليل بعد النوم، أمّا الهاجد فهو: النائم، وفي الاصطلاح الشرعيّ يُعبِّر التهجُّد عن صلاة التطوُّع في الليل من غير الفريضة.
والتهجُّد مسنون في الشرع، وقد واظب عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يَعدُّه فريضة أخرى غير الفرائض الخمس، فقال -عليه الصلاة السلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)؛ أي التهجُّد، وأقلّ التهجُّد ركعتان باتّفاق الفقهاء، في حين تعدّدت آراؤهم في أكثرها؛ فذهب الحنفية إلى أنّ أكثرها ثمان ركعات، ورأى المالكية بأنّ أكثرها إمّا عشر ركعات، أو اثنتي عشرة ركعة، ولم يُحدّد الشافعية والحنابلة صلاة التهجُّد بعدد مُعيَّن، وأفضل وقته الثُّلث الأخير من الليل.
قيام الليل يعني قيام الليل: استغراق المسلم الليل كلّه، أو ساعة منه بأداء عملٍ صالح -كما سبق الذِّكر-، كتلاوة القرآن، أو طلب العِلم، أو سماع القرآن، أو الحديث، أو ذِكر الله -تعالى- وتسبيحه، أو الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ونحوها، وقد ورد في فضل القيام قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، وقُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ).
وقيام الليل مشروع باتّفاق الفقهاء، وهو عند الحنابلة والحنفية سُنّة، وعند المالكية مندوب، أمّا عند الشافعية فهو مُستحَبّ، وهو آكد في رمضان؛ لِما يترتّب عليه من أجرٍ عظيم، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، وهو مُستحَبّ في باقي أيّام السنة، وأفضل وقته الثُّلُث الأخير من الليل.
التراويح لفظة مفردها ترويحة، وتعني: استراحة النفس، وقد أُطلِق لفظ التراويح على صلاة القيام في شهر رمضان؛ لأنّ المُصلّين كانوا يستريحون فيها بعد كلّ أربع ركعات، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستريح في قيامه بالليل بين كلّ أربع ركعات، وصلاة التراويح من النوافل التي تُسَنّ لها الجماعة، وهي سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد صلّاها في الصحابة عدداً من الليالي، ثمّ انقطع عنهم بعدها؛ لأنّه خَشِي أن تُفرَض عليهم، واستمرّ عليها الصحابة بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وحافظ المسلمون عليها إلى الوقت الحاضر، ويُشار إلى أنّ العلماء تعدّدت أقوالهم في عدد ركعات التراويح؛ فمنهم من ذهب إلى أنّ عددها ثلاث وعشرون ركعة، وقال آخرون إنّها ستّ وثلاثون، وكانت هناك أقوال أخرى تزيد عن هذه الأعداد أو تقلّ، ولم يرد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحديدها بعدد مُعيَّن.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل:
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل أن يُعتبر التهجد من قيام الليل، فكل تهجد قيام ليل، وليس كل قيام ليل تهجدًا، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة التهجد بعد رقدة، ثم صلاة بعد رقدة، وهذا ما يسمى بصلاة التهجد، واصطلح الفقهاء على أن قيام الليل يعني قضاؤه ولو ساعة بالصلاة أو غيرها، ولا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل، أن العبد إذا صلى ركعتين بعد العشاء بنية قيام الليل حصل له السُنة، ولا تشترط الإطالة، وصلاة قيام الليل أو صلاة الليل أعم من صلاة التهجد، فكل تهجد قيام ليل، وليس العكس.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل كذلك أن الفقهاء اصطلحوا على أن صلاة التهجد تعني صلاة التطوع في الليل بعد النوم، ويؤيد ذلك ما رواه عن الحجاج بن عمرو بن - رضي الله عنه - صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد؟ إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» [رواه الطبراني في الأوسط والكبير].
وقت صلاة التهجد وقيام الليل:
وقت صلاة التهجد وقيام الليل فإن وقت صلاة التهجد يقع في السدس الرابع من الليل والخامس إذا قسم الليل إلى أسداس، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا، ويفطر يومًا» [أخرجه البخاري]، كما أنه إذا قسم الليل إلى نصفين، فالنصف الأخير هو الأفضل، أو الثلث الأخير لمن قسم الليل ثلاثة أقسام.
وقت صلاة التهجد وقيام الليل فعنه روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» [رواه البخاري ومسلم].