أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع لإبعاد محتجين حاولوا اقتحام مبنى البرلمان، يأتي ذلك بعد أن شهدت بيروت تظاهرات جابت عددا من ميادين وشوارع العاصمة بعدما وصلت قيمة صرف الدولار الواحد لـ12 ألف ليرة.
ولا تزال أزمة تشكيل الحكومة في لبنان، متفاقمة وعالقة بسبب الاختلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ما يدخل البلاد في متاهة تزيد من وضعها سوءًا.
وعلى إثرها، كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة "السياسة" الكويتية، أن حديث وزير الخارجية الفرنسية إيف لودريان، يعكس بوضوح استياء باريس الشديد من أداء المسئولين اللبنانيين الذي يتعاملون بخفة ما بعدها خفة مع الأزمة الخانقة التي يمر بها بلدهم، دون أن يتصرفوا بالمسؤولية التي يقتضيها الواجب الوطني.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، حذر الخميس الماضي، من أن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، مؤكدا أنه لا يرى أي مؤشر على أن سياسييها يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم.
وأضاف لودريان في مؤتمر صحفي بباريس: "سأميل إلى تصنيف السياسيين اللبنانيين على أنهم مسؤولون عن عدم مساعدة بلادهم وهي في خطر.. لقد التزموا جميعا بالعمل على تشكيل حكومة شاملة وبتنفيذ إصلاحات لا غنى عنها.. كان ذلك قبل 7 أشهر ولا شيء يتحرك... أعتقد أن الوقت لم يفت بعد، لكن الوقت ضئيل جدا".
وأكدت المصادر أن "الموقف الفرنسي يرسم صورة قاتمة لمستقبل الوضع في لبنان، بعدما أدركت باريس أن القيادات الرسمية عاجزة، وبما يشكله ذلك من مخاطر جدية على المبادرة الفرنسية التي قد يضطر أصحابها لسحبها".