مازالت تداعيات فتوى تحريم استخراج المومياوات تثير الجدل والنقاش، حيث رفض علماء الدين وعلماء الآثار تلك الفتوى، باعتبار أنها تعد إنذاراً بضياع الحضارة المصرية القديمة، مشددين على أننا لا ننبش القبور ولا ننتهك حرمة الموتى بل نعيد أمجاد شخصيات عظيمة صنعت التاريخ المصرى العظيم الذى يبهر العالم، مشددين على أن زوار العالم يقطعون آلاف الكيلوات للتعرف على حضارتنا العظيمة وليس من أجل الفرجة على بهلوانات فالدين الإسلامى يدعو للسير فى الكون للتعرف على حضارات السابقين.
ولقد حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الثائر حول هذا الأمر حيث أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء الشيخ أسامة محمد الأزهرى «بأنه لا حرج فى مشاهدة الممياوات فى المتاحف ولا حرمة فى ذلك».
وقال الخبراء إن المصريين عامة والأثريين خاصة يحترمون قدسية تلك المومياوات ويحافظون عليها، مؤكدين أن وجود المومياوات على الشكل الذى توجد عليه حالياً، يستخدمه العلماء لدراسة الأمراض والعلاج والكشف عن الكثير من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وفي هذا الصدد، قال عالم المصريات الدكتور زاهي حواس إن ترك المومياوات في باطن الأرض يعرضها للتحلل لذلك يتم استخراجها وإعادة ترميمها وحفظها بالشكل الذي يليق بها ويصونها، مشيراً إلى أن المومياوات الملكية التى ستنقل إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط، ستعرض بشكل حضاري ومختلف وبتكنولوجيا متطورة، تحفظها من الاندثار والتحلل.
وأضاف «نحن لا ننبش القبور، بل نعيد أمجاد هؤلاء الشخصيات العظيمة التى صنعت التاريخ المصرى الذي يبهر العالم أجمع».
ومن جانبه، أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن لجميع العلماء مكانة وقدر كبير، والإسلام رأى فى الآثار السابقة الدليل المادي الملموس على وجود قوم آخرين للتعرف على حياتهم وحضارتهم ودراسة أسباب أزدهارها أو هلاكها والنظر إليها للاعتبار والعظة، مشيراً إلى أنه بضياع هذه الآثار بأي شكل من الأشكال هو ضياع وفقدان لحضارة معينة.
وقال إن زائر حجرة المومياوات بالمتاحف يصمت تماماً احتراماً لهذا المكان ومن الطبيعى أن يدفع الزائر مقابل لهذه الخدمة وهؤلاء الرواد يقطعون آلاف الكيلو مترات للتعرف على حضارتنا العظيمة، وليس للفرجة على «بهلوانات»، مؤكداً أن الدين الإسلامى دعا إلى السير فى الكون للتعرف على حضارات السابقين وهو ما يجب أن يحرص عليه العرب والمسلمون أيضًا طبقًا للآية 21 سورة غافر (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ).