بدأ أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تثبيت تعيينهم بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيحات وزارة الدفاع والخزانة، مما يجعلهم يبدأون في عملهم وفي إدارة الملفات الجديدة التي تقع على عاتقهم.
ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي، الجمعة، على ترشيح جانيت يلين لمنصب وزير الخزانة، ولويد أوستن وزيرا للدفاع، فيما سيستلم المرشح لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلنكن مهامه الأسبوع المقبل، فما هي الملفات التي تنتظر إدارة بايدن الجديدة.
لويد أوستن.. الصين أولوية
وحصل أوستن على دعم واسع من الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، الذين صوتوا لصالحه بـ93 صوتا مقابل 2.
وسيكون الجنرال المتقاعد أول أميركي من أصل إفريقي يقود وزارة الدفاع، ويتولى المنصب في وقت يرى البنتاغون حاجة إلى بذل جهود أكبر لاجتثاث التمييز في الرتب وإعطاء مزيد من الفرص في المناصب القيادية للأقليات.
وتناول أوستن مسألتين ملحتين تواجهان الجيش الأميركي خلال جلسة تعيينه، فأشار إلى الصين باعتبارها خصم بلاده الأكبر. وذكر أنه في ظل قيادته، سيعمل البنتاجون على التحقق من الاستعداد لمواجهة أي تحد"، قائلا: «نواصل تقديم رادع ذي مصداقية للصين أو أي معتد آخر يرغب في مواجهتنا، وإقناعهم بأن ذلك سيكون فكرة سيئة حقا».
كما تعهد التصدي للمتطرفين في القوات المسلحة، بعدما شارك بعض عناصر الجيش في هجوم 6 يناير على مبنى الكونجرس من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال أوستن: «الحراك الذي رأيناه مؤخرا فيما يتعلق بالعنصرية المحتملة أو السلوك المتطرف داخل صفوفنا هو من وجهة نظري غير مقبول على الإطلاق».
وافقت لجنة المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي، بالإجماع على تعيين جانيت يلين في منصب وزير الخزانة، لتصبح أول امرأة تتولى هذه الحقيبة.
ويبدو أن استراتيجية فرض العقوبات التي كان بها اسهاب كبير في عهد الإدارة السابقة، تأتي على أولويات يلين، التي تعهدت بتحليل نشاط الوزارة في فرض العقوبات، وإعادة النظر في سياساتها على هذا الصعيد.
وقالت خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء الماضي: «سأكلف نائبي وولي أدييمو بإجراء تحليل شامل لسياسة العقوبات الأمريكية لضمان استخدامها للأغراض الاستراتيجية وبالطريقة المناسبة».
وأضافت أنها ستباشر إعادة النظر في سياسة العقوبات فور موافقة الكونجرس على تعيينها وزيرة للخزانة في إدارة جو بايدن.
وقالت إن العقوبات تعتبر أداة حساسة لضمان الأمن السيبراني ومحاربة مختلف الأخطار، مؤكدة عزمها العمل مع المشرعين على إعادة النظر في سياسة العقوبات.
وحسب تقرير لوكالة «بلومبرغ» فإنه من المقرر تحليل عمل قسم وزارة الخزانة المختص بقضايا محاربة الإرهاب، إضافة إلى إعادة النظر في برامج العقوبات بحد ذاتها.
وفرضت إدارة ترامب عقوبات على أفراد وكيانات من روسيا وفنزويلا وإيران والصين وكوريا الشمالية وغيرها من طرف واحد.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن فريق بايدن يشكك في مدى فاعلية هذا النهج، ويعتبر أن العقوبات يجب أن تفرض بالتعاون مع شركاء آخرين.
ملفات ساخنة على طولة «أنتوني بلينكن»
في جلسة المصادقة على تعيينه في الكونجرس، سرد وزير الخارجية الأمريكي المقبل أنتوني بلينكن أولويات إدارة الرئيس بايدن فيما يتعلق بعدد من القضايا وملفات السياسة الخارجية الحساسة.
وتعهد «بلينكن» بإعادة النظر فورًا في قرار وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو، بتصنيف «الحوثي» في اليمن كمنظمة إرهابية، رغم المخاوف من أن يفاقم ذلك الأزمة الإنسانية.
وقال خلال جلسة المصادقة على تعيينه في المنصب في مجلس الشيوخ: «سنقترح إعادة النظر فورًا بهذا القرار لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية».
كما أكد أن حكومة الرئيس بايدن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع ايران، شرط أن تفي طهران مجددًا بالتزاماتها.
وقال إن الرئيس المنتخب يعتقد أنه إذا عادت إيران للتقيد (بالاتفاق)، فنحن أيضًا سنتقيد به، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن ستلجأ إلى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددًا إلى جانبنا، سعيًا لاتفاق أقوى يستمر وقتًا أطول، معتبرًا أن أي اتفاق جديد يجب أن يشمل البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى أنشطتها المزعزعة للشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال وزير الخارجية الأمريكي المقبل إن الرئيس بايدن يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في ذلك النزاع هي "حل الدولتين"، لكنه شكك بإمكان تحقيق هذا الحل على المدى القصير.
وأوضح: «يظن الرئيس وأنا شخصيًا أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، مع إعطاء الفلسطينيين دولة، هو عبر حل الدولتين.. واقعيًا أظن أنه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير».
وفاة مواطن يبلغ من العمر 97 عامًا بسبب كورونا