انطلقت أعمال القمة العربية غير العادية في القاهرة، حيث اجتمع زعماء من مختلف أنحاء المنطقة ضد اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستيلاء على غزة وتشريد سكانها الفلسطينيين.
وتركز القمة على تبني الخطة المصرية الخمسية الشاملة لإعادة إعمار غزة، والتي تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم وترفض بشدة أي فكرة للتهجير أو التهجير.
أبرز كلمات الزعماء خلال أعمال القمة العربية بالقاهرة
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون التزام لبنان بالسيادة والسلام والوحدة العربية.
وأكد عون أن لا سلام من دون تحرير كل الأراضي اللبنانية، مؤكدا ثبات لبنان على أرضه وسيادته.
ورفض أي فكرة مفادها أن تدمير العواصم العربية يمكن أن يكون بمثابة انتصار للقضية الفلسطينية.
وأكد عون، الذي وضع نفسه كلبناني وعربي، على أهمية الانفتاح على المجتمع الدولي.
وأضاف عون أن لبنان عانى بشكل كبير وأدرك أنه لا ينبغي أن يكون مرة أخرى ساحة لحروب الآخرين.
وحذر من سعي الفصائل الداخلية للحصول على دعم خارجي للوصول إلى السلطة.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه القاطع لأي إجراءات إسرائيلية من شأنها المساس بالسيادة الفلسطينية.
وفي معرض حديثه عن إعادة إعمار غزة بعد الحرب، أشاد عباس بالخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع المدمر بسبب الحرب، مؤكدا أن أي جهود لإعادة الإعمار يجب ألا تأتي على حساب حق الشعب الفلسطيني في البقاء في وطنه.
وقال "ندعو الرئيس ترامب إلى دعم إعادة إعمار غزة دون تشريد أهلها"، معربا عن تقديره لدور ترامب في المساعدة على تأمين وقف إطلاق النار.
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية ستتولى السيطرة الكاملة على غزة، مما يمثل تحولا في الحكم بعد سنوات من الانقسام الداخلي.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أقر عباس بوجود صعوبات في تحقيق الوحدة لكنه تعهد بتكثيف الجهود.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز اللحمة الوطنية، أعلن عباس عن استحداث منصبين جديدين: نائب رئيس دولة فلسطين، ونائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.
أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا التزام الاتحاد الأوروبي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، مشددا على أن أي جهود لإعادة الإعمار في غزة يجب أن تدعم الأمن وتحترم حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال كوستا "نحن نرفض بشكل قاطع أي تغييرات ديمغرافية في غزة"، في إشارة إلى المخاوف بشأن المقترحات التي قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين.
"إن المستقبل المستدام لقطاع غزة يجب أن يبنى على الأمن والاستقرار وحقوق شعبه غير القابلة للتصرف".
وأكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي يدعم بشكل كامل جهود الوساطة لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودعا جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها.
وأكد أيضا على ضرورة التدخل الإنساني العاجل، مؤكدا دعمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تواجه ضغوطا متزايدة وسط تخفيضات التمويل والقيود التشغيلية.
رفض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أي تهجير قسري لسكان قطاع غزة، وأكد على الحاجة الملحة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأكد الزعيم الأردني أيضا على أهمية تعزيز السلطة الفلسطينية، وأكد التزام الأردن بحل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الدائم.
وشدد على أنه "يجب أن نعمل على خطة واحدة موحدة لإعادة إعمار غزة"، مشددا على ضرورة تحقيق الاستقرار والتنمية على المدى الطويل في القطاع الذي مزقته الحرب.
غوتيريش في كلمته عن دعمه لخطة مصر لإعادة إعمار غزة ، وأكد استعداد الأمم المتحدة للمساعدة.
وأكد غوتيريش على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحقيق حل الدولتين، مؤكدا أن غزة لا يمكن أن تتعافى وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي. كما دعا غوتيريش إلى تقديم دعم قوي للسلطة الفلسطينية لتمكينها من الحكم بشكل فعال.
وحذر من تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية أو تهجير سكانها بالقوة، وأكد على ضرورة وجود إطار سياسي لتوجيه عملية تعافي وإعادة إعمار غزة. كما حث على إزالة جميع العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد غوتيريش أن أساس تعافي غزة يمتد إلى ما هو أبعد من إعادة الإعمار المادي، مشددا على الحاجة إلى الكرامة والاستقرار ورفض التطهير العرقي.
وسلط غوتيريش الضوء على المخاوف بشأن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، ودعا إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها في الضفة الغربية المحتلة.
وفيما يتعلق بالأسرى والسجناء، دعا غوتيريش إلى إطلاق سراح متبادل. وقال: "يجب إطلاق سراح الأسرى والسجناء من الجانبين - الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكدا على الحاجة إلى تدابير بناء الثقة.
وبالإضافة إلى الحديث عن غزة، تطرق غوتيريش أيضا إلى السيادة الإقليمية، مؤكدا أن "سيادة الأراضي السورية واللبنانية يجب الحفاظ عليها".
وأكد أن غزة يجب أن تظل جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال "يجب أن تظل غزة جزءا من الدولة الفلسطينية"، رافضًا أي مقترحات من شأنها فصل القطاع عن الحكم الفلسطيني.
وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القمة العربية غير العادية في القاهرة بأنها "حدث مهم في تاريخ القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "إبقاء نظام الاحتلال لن يجلب سوى استقرار مؤقت وهش"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني فقد كل وسائل العيش الطبيعي ويعيش واقعا مؤلما بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف أن إعادة إعمار قطاع غزة ممكنة طالما بقي أهله على أرضهم، مؤكدا أمله في "الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن رفضه الشديد للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مثل هذه المحاولات لن تؤدي إلى السلام، إذ لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي إلا من خلال حل الدولتين.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الجلسة الافتتاحية للقمة، إن العدوان على غزة "وصمة عار في تاريخ البشرية"، مضيفا أن الحرب الإسرائيلية استهدفت تفريغ القطاع من سكانه.
وأكد أن القاهرة تعارض تهجير الفلسطينيين، ولا يمكن للقاهرة أن تشارك في مثل هذا العمل الظالم.
ودعا أيضاً إلى اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أنه يجب أن تسير بالتزامن مع خطة أخرى لإحياء السلام على أساس حل الدولتين.
وأكد أن "الوقت حان لطرح طريق للسلام يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية".
وأضاف "أنا واثق من أن الرئيس ترامب قادر على تحقيق ذلك".
وأعلن الرئيس السيسي أن مصر ستستضيف مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، ودعا المجتمع الدولي إلى المشاركة الفاعلة فيه.
أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته الافتتاحية أن السلام الدائم هو الضمانة الوحيدة للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، كما دعا إلى دعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة ، وأكد رفضه لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني.