بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، ويتبقي تعيين رئيس الجمهورية نسبة 5% من عدد الأعضاء، إلّا أنّ الصورة العامة لتشكليل المجلس بدت واضحة أمام الجميع، المشهد الذي خرج به مجلس النواب بعد انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج، لم تشهد مصر شبيها له من قبل، فلأول مرة منذ سنوات يشمل البرلمان المصري على التنوع والتعددية الحزبية، وتمثيل كل فئات وطوائف المجتمع، من مرأة وشباب وعمال وفلاحين وذوي احتياجات خاصة ومسيحيين ومصريين بالخارج، وأيضا أسر الشهداء.
بالرغم من أنّ البعض تطرق على أنّ حزب مستقبل وطن سيسيطر على المجلس، مثلما فعل الحزب الوطني في مجلي 2010، وجماعة الإخوان في مجلس 2012، لكن المفاجأة الكبرى والتي قطعت كآفة الألسنة التي تحدثت، أن مستقبل وطن بالرغم من حصوله على الأغلبية ، لكنّها أبدا لم تكن أغلبية مطلقة، وأتيحت فرصة كبيرة أمام باقي الأحزاب المستقلة والحزبية والمعارضة للدخول ، فحصد مستقبل وطن على 316 مقعد منهم 145 مقعد بالقائمة و171 مقعد فردى بنسبة 56% من مقاعد المجلس المنتخبة، ويليه المستقلون بنحو 92 مقعدا بنسبة 16% ثم حزب الشعب الجمهورى بنحو 50 مقعد بنسبة 9% والوفد بنحو 25 مقعد منهم 21 مقعد قائمة و4 فردى بنسبة 4% وحماة وطن حصل على 23 مقعدا منهم 19 قائمة و4 فردى بنسبة 4% ومصر الحديثة على 13 مقعد منهم 12 قائمة وواحد فردى بنسبة 2% والحرية على 7 مقاعد منهم 5 قائمة و2 فردى والنور على 7 فردى بنسبة 1% والمؤتمر على 8 مقاعد والإصلاح والتنمية على 9 مقاعد بالقائمة والمصرى الديمقراطى على 7 بالقائمة والعدل على مقعدين بالقائمة والتجمع على 6 منهم 5 قائمة ومقعد فردى وإرادة جيل على مقعدين بالقائمة، تلك الأرقام كانت خير دليل على أن الحزب لن يستحوذ على المشهد داخل البرلمان أو أن المجلس القادم سيكون مجلس الصوت الواحد والهيمنة وذلك من خلال أكثر من مشهد أظهر ذلك .
وتتمثل هذه الدلائل فى رفض حزب الأغلبية دخول الانتخابات بقائمة بمفرده، رغم أن الأرقام تظهر قدرته فى الدفع بها وحده من خلال حصوله على 171 مقعد فردى وهو أكثر من تمثيله بالقائمة والذى كان 145، وقد قاد وبادر الحزب بمفاوضات لتكوين قائمة توافقية تتضمن التعددية السياسية والحزبية تحت القبة، والتى انتهت تمثيل 12 حزب سياسى مختلف التوجهات والأفكار تحت راية القائمة الوطنية من أجل مصر، وكانت المظلة الآمنة لعبور أحزاب لم تتمكن من التمثيل وحصد مقاعد على النظام وذلك في سبيل إثراء الحياة السياسية وأن يكون هناك تمثيل للأحزاب، وهو ما تحقق بشهادة الاحزاب نفسها التي كانت ممثلة في القائمة، بتأكيدها أنه لولا وجودهم في القائمة لما استطاعوا خوض الانتخابات وأن يكون لهم ممثلين في البرلمان.
ويؤكد تشكيل مجلس النواب الجديد بأنه سيكون قوة للحياة الحزبية السياسية في مصر، حيث يمثل في المجلس المقبل عدد 13 حزب سياسي، بالإضافة إلي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، من بينهم 12 حزبا تم تمثيلهم من خلال القائمة الوطنية من أجل مصر، وبعضهم فاز بمقاعد فردية أيضاً، وحزب واحد فاز بمقاعده من خلال النظام الفردي.
كما شهدت انتخابات مجلس النواب، فوز عدد من المرشحين المحسوبين علي المعارضة، ما يعكس تمثيل كل التيارات تحت قبة البرلمان، هذا بالإضافة إلي تمثيل المستقلين، كما أنه لا يوجد حزب مستحوذ علي الأغلبية المطلقة في المجلس، فحزب مستقبل وطن يستحوذ علي الأكثرية البرلمانية لكنها أغلبية تتجاوز نصف عدد الأعضاء بأعداد قليلة، أى أنه وقت مناقشة قوانين داخل المجلس تحتاج لثلثى عدد الأعضاء فهو يمثل بأقل منها، وبالتالي ذلك يعكس تمثيل مهم لباقي الأحزاب والمستقلين تحت القبة، وما سيؤدي بدوره لتقوية الحياة الحزبية في مصر، ويكون بداية لوجود أحزاب قوي.
اقرأ المزيد
انتصارات كبيرة.. الشباب يحصلون على فرصة ذهبية في برلمان 2021