قالت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية إن الخطاب التحريضي الصادر عن الرئيس دونالد ترامب مع تبين خسارته في الانتخابات الرئاسية الحالية يؤكد الخطر غير المسبوق الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن في ظل حكم رئيس غاضب ومضطرب لا تزال أمامه 75 يوما في منصبه.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى أن ترامب -الذي يرفض الاعتراف بخسارته في الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، ويسمم الأجواء بمزاعم كاذبة بشأن تزوير نتائج الانتخابات- باستطاعته إلحاق أضرار لا توصف خلال أيامه الأخيرة من فترة رئاسته، كطرد كبار المسؤولين الأكفاء في مؤسسات الاستخبارات والأمن القومي، وإصدار قرارات عفو عن المجرمين من رفاقه، وقد يصدر عفوا عن نفسه.
كما أشارت إلى أن من بين الأضرار المحتملة الأكثر إثارة للقلق تلك المتعلقة بملف الشؤون الخارجية، حيث إن سلطة الرئيس في التصرف من جانب واحد أقل تقييدا.
وكان ترامب قد هدد قبل الانتخابات بإلغاء سنوات من عمل القوات الأميركية والدبلوماسيين العاملين في العراق وأفغانستان.
وقد نشر ترامب تغريدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال فيها إن 4500 جندي أميركي من العاملين في أفغانستان سيعودون إلى الولايات المتحدة بحلول أعياد الميلاد هذا العام، كما هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، وهو أمر من شأنه إنهاء التدخل الأميركي في العراق، وفقا للصحيفة.
وقالت واشنطن بوست إن من شأن تلك الخطط إذا ما اتبعها ترامب أن تقود إلى نتائج كارثية على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقد تتسبب في وقوع حرب أهلية في أفغانستان، كما قد تقود إلى تجدد سيطرة طالبان على البلد الذي مزقته الحرب سنين طويلة.
كما أن التهديد بإغلاق السفارة الأميركية في العراق -إذا نفذ- يمكن أن يمنح إيران فرصة ذهبية لتحقيق هدف إستراتيجي تسعى إليه منذ سنوات عديدة، وهو إخراج الولايات المتحدة من العراق وبسط سيطرتها عليه.
وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب قد يحجم عن الإقدام على تلك الأعمال حفاظا على مستقبله السياسي، ولكن إذا لم يفعل ذلك -وهو الأمر المرجح- فإن مسؤولية منع الرئيس من إلحاق المزيد من الضرر بالأمن القومي الأميركي تقع على عاتق كبار السياسيين الجمهوريين، بمن في ذلك حلفاء ترامب المقربون مثل السيناتور ليندسي غراهام ورون جونسون.