قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الحكمة من قصر الصلاة في السفر أنها للتيسير على المسافر في العبادة، وأيضًا تخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن.
وأضاف «علام» في فتوى له: «أنه عندما يخرج المرء إلى مسافة بعيدة عن وطنه يصبح في حاجة إلى التخفيف، ليس لمشقة السفر فقط وإنما لتخفيف شعوره بانتزاعه من الوطن أيضًا».
وأشار إلى أن قصر الصلاة للمسافر جائز وورد على ذلك أدلة في القرآن والسنة والإجماع، أما القرآن فدليله قول الله -عز وجل-: «وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا» (101) سورة النساء.
وتابع: وأما السنة فقد تواترت الأخبار أن رسول الله كان يقصر في أسفاره حاجًا ومعتمرًا وغازيًا محاربًا، قال ابن عمر: «صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبو بكر وعمر وعثمان كذلك»، وقد أجمع العلماء على جواز القصر في السفر المعتبر عندهم.
شروط قصر وجمع الصلاة
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن القصر فى الصلاة رخصة أو سنة عند أكثر العلماء، ويجوز للمسافر أن يقصر ويجوز له أن يتم والقصر أفضل اقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويكون القصر بين الظهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير كذلك فى الغرب والعشاء.
جاء ذلك ردا على سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية مضمونه: "أسافر كل يوم وأقوم بجمع وقصر الصلاة ولـكن قـد أصـلي أحيـانًا قبل صلاة العصر فهـل علـيّ أن أصلـي الـعـصـر مـرة أخـرى؟"
وأضافت لجنة الفتوى، أن الجمع والقصر من الرخص التي يستحب للمسلم أن يأتي بها ولكن بالشروط التالية: أن يكون السفر طويلًا يتجاوز 85 كيلو مترا، وأن يقع الجمع في حال السفر، وأن ينوي الجمع قبل الانتهاء من الصلاة الأولى والأولى أن ينوي عند تكبيرة الإحرام خروجًا من الخلاف، وألا يفصل بين الصلاتين زمن طويل.
وتابعت "أن التزم بذلك ووصل إلى محل إقامته قبل الصلاة الثانية فإن صلاته في السفر أجزأت عنه ولا تلزمه إعادتها؛ لأن وقتيهما صارا بالجمع كالوقت الواحد".
أيهما أفضل للمسافر قصر الصلاة أم إتمامها
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إن الفقهاء إختلفوا في قصر الصلاة ام أتمامها للمسافر وما ذهب اليه جمهور الفقهاء هو أن الأفضل للمسافر أن يقصر صلاته.
وأضاف عاشور، فى إجابته عن سؤال « أيهما أفضل للمسافر القصر ام أداء الصلاة كما هى ؟»، أن هناك من قال الأفضل أن نأخذ بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قصر فى السفر والبعض الأخر قال يجوز القصر والجمع، الإ أنه الأفضل أن يتم الصلاة كما هى.
وتابع : أننا يجب أن نأخذ بسُنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإنسان وحالته، فاللإنسان أن يقصر الصلاة فقط وله أن يقصر ويجمع ولكن ان يجمع من غير قصر والصلوات التى نقصرها هى الصلاة الرباعية وهى الظهر والعصر والعشاء.