"أستأذنك عندما تقرأ هذا المقال اقرأ الفاتحة على روحي".. جزء من نعى تركه الأستاذ سيد داود فى مكتبه قبل أن يموت هربا من النيران داخل شقته بعد أن حاصرته النيران من كل جانب هو وزوجته التى تفحمت داخل الشقة.
بداية القصة كانت يوم 27 يونيو الماضى عندما اندلعت النيران فى إحدى الشقق بعمارات مدينة العبور التي أدت إلى مصرع زوجين فى العقد السابع من العمر، الاستاذ سيد الرجل السبعينى أن حياته هو وزوجته لم يدروا أن حياتهم ستنتهى بهذه الطريقة المرعبة بعد أن فشل فى انقاذ شريكة عمره التى حاصرتها النيران وقيامه بالقفز من الطابق الحادى عشر ليسقط على شجرة وتنتهى حياته.
أقرأ أيضا.. السيطرة على حريق اندلع بالشركة المصرية العربية للمباني الحديثة بالمهندسين
وقالت زوجة ابن المتوفيين: " منذ أن علمنا بحريق العبور توجهنا إليهم في العقار الخاص بهم فوجدنا النيران التهمت كل شيء ووفاة والديّ زوجى، وسيارات الاطفاء التى حضرت لم تكن مجهزة بالقدر الكافى للوصول للنيران حيث تبين أن السيارة السلم الكهربائى الموجود فيها يصل للطابق السابع بينما الحريق فى الدور الـ 11 وعندما اتصل الاهالى بالدفاع المدنى تم توضيح الطابق الموجود فيه الحريق، واستمر الحريق نص ساعة دمر الشقة وانهى حياة الزوجين".
وأضافت: "حتى الأن لم نعرف سبب الحريق الذى اندلع فى الشقة وحاول الجيران انقاذهم ولكن فشلوا، واستمر الحريق فى الشقة ما يقرب من 15 دقيقة بسبب تيار الهواء الشديد مما أدى إلى قيام والد زوجي بالتوجه إلى البلكونة هربا من النيران وحاول انقاذ زوجته لكنه فشل والتهمتها النيران وحاول الاهالى مساعدته بوضع ملاءة سرير للفقز عليها لمحاولة انقاذه لكنه سقط من الطابق الحادى عشر ليسقط على شجرة فتوفى فى الحال".
أقرأ أيضا.. الحماية المدنية تسيطرعلى حريق داخل شقة سكنية فى مدينة نصر
وتابع ابن المتوفيان: "النيران دمرت كل شيء وبعدها وجدنا خطابا مكتوبا بخط يد والدى قبل وفاته صفحات مكتوبة وسط حطام شقته المحترقة".
وجاء نص الخطاب الذى تركه والده "عندما تقرأ هذا المقال أستأذنك أن تقرأ الفاتحة على روحي، هذه الدنيا فانية أنت فيها ضيفا كما كنت أنا.. والسؤال الآن لماذا أقدمت أنا علي كتابة هذا المقال، قبل أن أموت لتقرؤه انت بعد وفاتي ؟ هل هو الإحساس بدنو الأجل أو أعلن بأن ضميري مستريح و رسالتي في الحياة انتهت.. الحمد لله.. عاصرت ملك و 4 رؤساء أن من مواليد يوليو 1942 وعندما قامت الثورة كنت طفل في العاشرة على درجة رجل كنت أسافر لاتعلم بعيدا عن قريتي، و في الرابعة عشر عاصرت العدوان الثلاثي علي مصر و استقبلنا في بلدتنا مهاجري بورسعيد".
أقرأ أيضا.. إصابة "أمين شرطة" في حريق هائل بأشجار نخيل بأسوان
"عبد الناصر هذا الزعيم الذي أحببته وعشت مبهورا بكاريزمته، رأيته عندما جاء الى المنزلة دقهلية عام 1958 وقد تم ترشيحي للوقوف أمام المنصة التي يلقي عليها عبد الناصر خطبته في استاد المنزلة، مارست العمل السياسي في منظمة الشباب الإشتراكي و الإتحاد الإشتراكي، ولكني طلقت كل ذلك بعد وفاة عبد الناصر في سبتمبر عام 1970 و تفرغت لتربية أولادي وتمنيت أن أكون مذيعا أو مدرسا للألعاب الرياضية، فقد كنت رئيسا لفريق مدرستي، وكنت لاعبا في فريق بلدتي، و بعد ذلك مؤسسا لنادي النصر الرياضي الثقافي الإجتماعي و ومدربا لفريق الكرة، أسميته النصر لانه تأسس بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 لعبت أيضا كرة القدم في الجيش فقد قضيت فترة تجنيدي في سلاح المدفعية ولعبت في فريق اللاسلكي، ومع منتخب الهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية ورأيت كبار لاعبي كرة القدم، أيضا عاصرت إفتتاح التليفزيون المصرى عام 1960، ورأيت كبار الفنانين و فطاحل المسرح، كما أنني شاهدت معظم المسرحيات علي الطبيعة حظيت بصداقات عالية مع كوكبة من صحفيي الأهرام الأساتذة صلاح جلال و عبد الوهاب مطاوع و أبو السعود. إبراهيم و غيرهم و كبار الفنانين محمد سليمة و ناجي كامل و مکرم حنين و انطون البير وغيرهم و أنتجت ما يقرب من 10 كتب سافرت للعمل بجدة في السعوديه و عشت سنوات في صحبة زوجتي و الأولاد و عدت إلى مصر وفضلت أن اكمل تربية أبنائي في بلدي ، عملت مع أهم وأبرز القيادات بالشركة المصرية للاتصالات منذ ان كانت هيئة فرؤسائي أدين لهم بالفضل ، لدعمهم لي طوال فترة عملى حتى عام 2002 بعد وصولى لسن المعاش".