زعمت لائحة اتهام جديدة لمحكمة في الولايات المتحدة أن الرؤساء التنفيذيين في الفيفا تلقوا رشاوى مقابل التصويت لروسيا وقطر لاستضافة نهائيات كأس العالم في 2018 و 2022 على التوالي، حسبما أفادت عدد من التقارير الصحفية العالمية.
يوجه الاتهام الواسع النطاق، المقدم في محكمة مقاطعة الولايات المتحدة للمنطقة الشرقية في نيويورك (بروكلين)، العديد من اتهامات الفساد داخل الفيفا، بدءا من منح حقوق البث إلى اختيار الدولة التي تستضيف البطولة.
يتهم الإدعاء الأمريكي بشكل صريح العديد من المسؤولين التنفيذيين في الفيفا بتلقي رشاوى لإعطاء كأس العالم إلى روسيا وقطر. وعلى وجه التحديد، يُزعم أن البرازيلي ريكاردو تيكسيرا ونيكولاس ليوز من باراجواي تلقوا رشاوى للتصويت لصالح قطر، في حين صوت جاك وارنر من ترينيداد وتوباجو ورفائيل سالجويرو من جواتيمالا لصالح روسيا.
تشير لائحة الاتهام التي تنظر فيها المحكمة الأمريكية أن ريكاردو تيكسيرا، الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا، قد "تلقى واستلم مدفوعات رشوة" مقابل التصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
كما تلقى نيكولاس ليوز، نائب رئيس الفيفا السابق ورئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) "دفعات متعددة من الرشاوي" واستلمها مقابل التصويت لصالح عرض قطر.
شهد أليخاندرو بورزاكو ، الرئيس الأرجنتيني السابق لشركة التسويق Torneos y Competencias، في عام 2017 أن المسؤولين الذين كانوا يمثلون أمريكا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا حصلوا على رشاوى بقيمة مليون دولار لدعم قطر، التي تغلبت على الولايات المتحدة في التصويت النهائي.
كما تزعم لائحة الاتهام أن روسيا دفعت بدورها رشاوي إلى نائب رئيس الفيفا السابق جاك وارنر وآخرين للتصويت لصالح عرضها.
تم وعد وارنر بالحصول على مدفوعات رشوة بقيمة إجمالية تبلغ 5 ملايين دولار، حسب لائحة الاتهام. ويزعم أن الأموال جاءت من 10 شركات وهمية مختلفة، بما في ذلك كيانات في قبرص وجزر فيرجن البريطانية.
كما تم وعد رافائيل سالجويرو، المسؤول الجواتيمالي، الذي كان أيضا في لجنة الفيفا التنفيذية في ذلك الوقت، بمليون دولار مقابل التصويت لروسيا.
تكشف التطورات الأخيرة في التحقيق الأمريكي الطويل الأمد في فساد الفيفا عن عمليات الرشوة التي يقول المحققون أنها حددت أين ستقام نهائيات كأس العالم 2018 و 2022.
تم اختيار قطر وروسيا لاستضافة كأس العالم في 2 ديسمبر 2010. ظهرت ادعاءات الفساد بعد فترة وجيزة، حيث أدت أيضا سجلات البلدين بشأن حقوق الإنسان إلى انتقاد قرارات اختيارهم.
حكمت لجنة الأخلاقيات في الفيفا العام الماضي على تيكسيرا بمنع مدى الحياة بعد أن وجدته مذنبا بمخالفات أخلاقية. وتجنب الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي استمر في منصبه من عام 1998 حتى تنحيه في عام 2012، التسليم إلى الولايات المتحدة على الرغم من اتهامه بارتكاب مخالفات في لوائح الاتهام السابقة.
توفي ليوز، رئيس كونميبول من 1986 إلى 2013، العام الماضي عن عمر يناهز 90 عاما. كان رهن الإقامة الجبرية في موطنه باراجواي منذ عام 2015 وكان يقاتل التسليم إلى الولايات المتحدة.
وارنر، الرئيس السابق لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف)، يحارب ضد تسليمه إلى الولايات المتحدة.
كما تم منعه من ممارسة جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم مدى الحياة. وحصل كونكاكاف العام الماضي على تعويض قدره 79 مليون دولار في دعوى قضائية ضده و ضد الراحل تشاك بليزر، الذي كان الأمين العام للمنظمة.
تعاون سالجويرو - الذي صدر قرار بمنعه من العمل في الفيفا لمدة سبع سنوات في عام 2019 - مع المحققين في الماضي وتجنب عقوبة السجن في أواخر عام 2018 بعد اعترافه بالتآمر الإجرامي. أقر سالجويرو بأنه مذنب في عام 2018 بـ الاحتيال الإلكتروني، الابتزاز و غسيل الأموال.
وقال وليام سويني جونيور، مساعد المدير المسؤول عن المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالية في نيويورك، في بيان: "كان التربح والرشوة في كرة القدم الدولية راسخين وممارسات معروفة منذ عقود".
وأضاف: "لقد أفسد المدعى عليهم والمتآمرون معهم كرة القدم الدولية بالرشاوى والعمولات، وانخرطوا في مخططات احتيالية إجرامية تسببت في ضرر كبير لرياضة كرة القدم".
اقرأ ايضا..
أمريكا تصدم مواطنيها.. تسجل 11 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا
كارثة.. بريطانيا تسجل 786 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة