تواجه الكثير من دول العالم وخاصة الصين فيروس "كورونا"، مما تسبب في حالة كبيرة من الهلع، وقد توصل الباحثون في الأكاديمية الصينية للعلوم أنه من المحتمل أن تكون الخفافيش هي مصدر فيروس كورونا الذي انتشر مؤخرا.
كما أعلنت تقارير عن وفاة أكثر من 80 فردا نتيجة تفشي فيروس "كورونا" في الصين، ويعتقد أن الوباء الفتاك بدأ في سوق مدينة ووهان.
وأدى التحليل الوراثي لفيروس "كورونا" الجديد، إلى الاعتقاد بأن البشر أصيبوا به من الثعابين، التي التقطت العدوى من الخفافيش.
ولكن الفيروس، الذي يسبب صعوبة في التنفس وحتى الالتهاب الرئوي الحاد، هو فقط أحدث الأمراض الفتاكة التي نقلتها خفافيش إلى مجرى دم البشر.
وهناك أنواع مختلفة من الخفافيش حول العالم، والأسوأ من ذلك، أن بعضها يحب العيش في مساكن بشرية، مثل المساحات العلوية، ما يجعلها على اتصال وثيق بالناس.
وعلى الرغم من إمكانية إصابة الخفافيش ببعض أخطر الفيروسات المعروفة للطب، إلا أنها لا تصاب بالمرض لأنها لا تتأثر تماما بالعوامل الممرضة الضارة بالبشر.
وعلى عكس الفئران والقوارض الأخرى، المعروفة في مجال انتشار الأمراض، يمكن أن تغطي الخفافيش المصابة مناطق جغرافية ضخمة بسبب قدرتها على الطيران، والانتقال إلى أماكن مختلفة على مدار السنة.
والآن، أصبح تهديد فيروس "كورونا" الحالي عالميا بالفعل، مع تسجيل إصابات في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وتايلند، ويجري التحقيق في مئات الحالات المشتبه بها في المملكة المتحدة، والمكسيك أيضا.
وبشكل مثير للقلق، لا يعد التهديد الجديد أول "قاتل" ناتج عن فيروس "كورونا"، الذي نقلته الخفافيش إلى البشر. بين عامي 2001 و2003، تسبب الالتهاب الرئوي الحاد (SARS) بـ774 حالة وفاة في 17 دولة حول العالم، عندما أصيب أكثر من 8 آلاف شخص بالمرض.
وظهرت على الأشخاص المصابين أعراض مشابهة للإنفلونزا، قبل ظهور مشاكل في التنفس تهدد حياتهم بعد بضعة أيام.
وتبين في النهاية أن الوباء يمكن أن يُعزا إلى "خفافيش حدوة الحصان"، التي تعيش في كهف بعيد في جنوب غرب الصين.
ومثل فيروس "كورونا" الحالي، اعتُقد أن العدوى انتشرت إلى البشر من خلال أنواع وسيطة بيعت في أسواق الأطعمة.
وفي الأسبوع الماضي، قالت جمعية حماية الحياة البرية: "أسواق الحيوانات الحية الخاضعة للتنظيم السيئ والمختلطة مع التجارة غير القانونية بالحياة البرية، تتيح فرصة فريدة للفيروسات لكي تنتقل من الحيوانات البرية إلى البشر".
وفي حالات أخرى، يعتقد أن خفافيش "الفاكهة" هي "المخزن" الرئيس فيروسات إيبولا، حيث يعاني المصابون من ارتفاع في درجة الحرارة والجفاف الشديد، بسبب القيء والإسهال.
وفي غضون أسبوع، يشهد بعض المرضى نزيفا داخليا وخارجيا، و يسعلون مع تقيء الدم، ويعتقد أن التفاعلات المباشرة بين الخفافيش والبشر، قد تكون مسؤولة عن الأوبئة الفتاكة.
وفي حين أن الكلاب مسؤولة عن نحو 99% من جميع حالات انتقال داء الكلب إلى البشر، في جميع أنحاء العالم، تلعب الخفافيش دورا في نشر المرض المرعب أيضا.
ويتسبب داء الكلب في إصابة أدمغة الثدييات بالتهاب، يؤدي إلى حركات عنيفة وخوف غريب من الماء قبل أن يؤدي إلى الوفاة.
ويوجد داء الكلب في العالم الغربي أيضا، حيث تشكل الخفافيش خطرا أكبر بكثير من الكلاب.