العالم بأكمله في حالة تأهب قصوى بعد اغتيال رئيس فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني بعد استهدافه من قبل ضربة أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي وبرفقته 5 من أعضاء الحشد الشعبي العراقي، لكن الوضع حاليا يدل وبقوة على أنّ اغتيال قاسم سليماني لن يمر مرور الكرام ليس على أمريكا فقط بل على طفلتها المدللة أيضًا إسرائيل، معتبرين أنّ إسرائيل شاركت أمريكا في عملية الاغتيال، الأمر الذي دفع الكيان المحتل لرفع حالة الطوارئ بالبلاد وجاءت البداية بقطع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارته إلى اليونان وعاد سريعًا إلى تل أبيب صباح اليوم الجمعة.
الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، خرج ليهدد إسرتائيل ومتوعدها بقوة ، وأنّه سيثأر لدماء قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأنّ : مقتل "سليماني" أمامه زوال إسرائيل ومقابل دماء نائب رئيس قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس هو زوال الوجود الأميركي من العراق، مناديًا جميع المجاهدين والمقاومين التابعين لإيران في الاستعداد.
جميع وسائل الإعلام الإسرائيلة خرجت للحديث عن رفع درجة التأهب القصوى في البلاد، تحديدا في بعض المناطق التي يسيطرون عليها على الحدود مع لبنان خوفا من حدوث أي تطورات مع حزب الله، خاصة وأنّ الميليشيا التابعة لإيران هددت بأنّها سترد بقوة على مقتل سليماني، لذلك يخاف الكيان المحتل من أن يصيبه شيئ في تلك المعركة.
وبدأت الأجهزة الأمنية في إسرائيل في القيام بعمليات إعلاق منطقة جبل الشيخ، المحاذية للحدود السورية واللبنانية، في وجه الإسرائيليين والسياح، وطلبت من "الجمهور" عدم التوجه إلى المنطقة في خطوة احترازية، ودفعت بالعديد من قواتها في الجولان، ولم تكتفي إسرائيل فقط بتلك الإجراءات بل أيضًا عملت خارجية الاحتلال على تشديد إجراءات الحماية حول السفارات الإسرائيلية في الخارج، وذكرت القناة "12" العبرية أن القرار يشمل أيضاً تعزيز الإجراءات والحفاظ على اليقظة في المصالح الإسرائيلية في الخارج بالإضافة إلى مناطق الجاليات اليهودية والمراكز العامة.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتم فيها استهداف "سليماني"بل كانت هناك عدة محاولات من قبل من العام الماضي ، حيث أحبطت طهران مؤامرة دبرتها وكالات استخبارات إسرائيلية وعربية، تلك المؤامرة التي كانت عبارة عن قيام أشخاص تابعين لإسرائيل بالتخطيط لشراء عقار ملاصق لقبر والد سليماني وزرعه بالمتفجرات لقتله، إلا هؤلاء الأشخاص كانوا خاضعين للرصد والتتبع قبل فترة طويلة من جانب أجهزة استخبارات الحرس الثوري، مما تسبب في فشل محاولة الاغتيال.
إسرائيل كانت تستهدف سليماني لأغراض عدة، أبرزها حديثه في مقابلة بثها التلفزيون الإيراني معه أنه كان في لبنان لمساعدة حزب الله خلال الحرب ضد إسرائيل صيف عام 2006، بالإضافات إلى الضربات المتتالية التي كانت تقوم بها قوات "فيلق القدس" ضد إسرائيل تحديدا في لبنان، لكن النقطة الأهم وهي أنّ "سليماني" يعتبر شخصية محورية في مد النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط الذي واجهت الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل صعوبات في احتوائه، لذلك فاغتيال سليماني كما له أثار إيجابية على المنطقة بأكملها وليست إسرائيل بمفردها إلّا أنّ الاحتلال يتخوف كثيرًا من أن تفتح تلك العملية أبواب النيران على مصراعيها عليها، خاصة وأنّها تدري جيدًا أنّ إيران سترد وبقوة قريبًا فلن تصمت طويلًا على تلك العملية.