أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أنه في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر، وتنفيذًا لخطة المجمع لمواجهة فوضى الفتاوى التي تصدر عن غير المؤهلين لها لحماية المجتمع من النتائج السلبية لتلك الفتاوى المضللة التي تخالف التعاليم السمحة للإسلام، أجابت لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر الشريف ولجان الفتوى المنتشرة في كل مدن ومراكز الجمهورية على نحو (836846) سؤالًا خلال عام 2019 في تخصصات متنوعة ما بين مسائل أحوال شخصية، وعبادات، ومواريث، ومعاملات تجارية ومالية، وقضايا معاصرة، حيث تم الرد عليها بشكل مباشر، فضلًا عن الرد على بعض الشبهات المثارة حاليًا.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد إن الفتاوى الواردة إلى اللجان تنوعت بين عبادات ومعاملات وأحوال شخصية ومواريث تمت الإجابة عنها جميعًا من متخصصين في لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر والتي يشرف عليها أساتذة من هيئة كبار العلماء، واللجان الرئيسة والفرعية بمحافظات الجمهورية والتي تحوي أمناء فتوى من المؤهلين للإجابة على أسئلة واستفسارات الناس بشكل مبسط، كما شهدت اللجان أيضًا الإجابة عن أسئلة المواريث وتقسيم التركات التي تصل إلى اللجان سواء من الجمهور العادي أم من بعض المؤسسات الرسمية، هذا بالإضافة إلى القضايا الأسرية التي قدمت اللجان حلولًا لها من خلال توصيف الطلاق والتكييف الفقهي له.
أضاف عيّاد أن اللجان تستقبل أسئلة الجمهور وتجيب عليها بما يجلى سماحة ويسر ووسطية الإسلام، ويجسد رؤية الأزهر الشريف في أمور الفتوى وما تطلبه من مراعاة المكان والزمان والحال والمآل، وبما يضمن ضبط المسائل الخطيرة التي نتج عنها التكفير والتفجير والتفسيق والتبديع من خلال فتاوى أدعياء العلم.
أوضح الأمين العام أن اللجان لا يقتصر عملها على الرد على الأسئلة فقط، وإنما تقوم بدور آخر مهم يتمثل في حل المشاكل الأسرية الناتجة عن قضايا الطلاق أو الميراث بحضور جميع الأطراف من خلال الاستماع إليهم والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، بالإضافة إلى حل قضايا الطلاق من خلال توصيف الطلاق بحضور الزوج والزوجة والتدقيق في كل لفظ أو فعل حول المشكلة حتى يمكن القيام بالتكييف الفقهي للطلاق والترجيح بين الآراء الفقهية في حالة وجود أكثر من رأي للعمل على حماية الأسرة من التفكك والانهيار، حيث يتم العمل على إزالة كافة الخلافات الأسرية التي قد تؤثر على الحياة فيما بعد باستخدام أفضل الطرق الفعّالة لحل المشكلات الأسرية والاجتماعية الواردة على اللجنة، والتغلب عليها للحفاظ على وحدة الأسرة التي تمثل القاعدة الرئيسة لبناء المجتمع.
أشار عياد إلى أن لجان الفتوى الرئيسة والفرعية تنتشر في كل محافظات الجمهورية، حيث يبلغ عددها نحو (230) لجنة تعمل يوميًا من الثامنة صباحًا إلى الثانية عصرًا، وفي بعض المحافظات تعمل فترة مسائية حتى الثامنة مساء.
وعلى مستوى التيسير على الناس يقدم المجمع خدمة الفتوى الإلكترونية من خلال موقعه الرسمي على بوابة الأزهر الإلكترونية، حيث استقبل المجمع حوالي 36 ألف فتوى متنوعة خلال عام 2019 تمت الإجابة عنها جميعًا في فترة وجيزة من وصولها، حيث يتم إرسال الفتاوى منذ لحظة استقبالها إلى لجنة الفتوى الرئيسة للرد عليها ثم إرسال الإجابة إلى السائل مباشرة.
وأكد عيّاد أن الإجابة على الفتاوى الإلكترونية يتم بشكل فورى لتلبية احتياجات الناس المعرفية، والتسهيل عليهم، حيث يبلغ متوسط عدد الفتاوى الواردة يوميًا والتي يستقبلها المركز الإعلامي للمجمع عبر الموقع الإلكتروني نحو 80 فتوى، وإذا كانت الفتوى تحتاج إلى ضرورة حضور السائل لمقر لجنة الفتوى لحاجتها إلى مزيد من التفصيل والاستفسار منه خاصة في القضايا المصيرية التي قد يترتب عليها نتائج مهمة، فإنه يتم توجيه السائل إلى أقرب لجنة فتوى لمزيد من الإيضاح لسؤاله وحتى تتم الإجابة عليه بدقة.