مواقف سيخلدها التاريخ.. هكذا تعاملت مصر مع أزمات الأشقاء في عهد السيسي

الخميس 26 ديسمبر 2019 | 10:39 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد البلاد وهو يسعى دائما إلى أن يوطد العلاقات مع جميع دول العالم بصفة عامة و بدول الوطن العربي بصفة خاص.

ونجح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الرئاسية الأولى لحكمه فى بناء علاقات سياسية واقتصادية متوازية مع جميع دول العربية، من خلال الزيارات الخارجية والاتفاقات الدولية التي أتاحت لمصر فرصة كبرى لتعزيز دورها في المنطقة العربية، فضلا عن تأكيد ريادتها في العالم، ومسانتدة جميع قضايا ومواقف الدول العربية التى تصب فى مصلحة الشعوب والأوطان.

وفى هذا التقرير نرصدر أبرز مواقف الرئيس السيسي مع قضايا الوطن العربي

السيسي والقضية الفلسطينية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، وهو ما سيساعد على مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق الرئيسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة توحيد الجهود في إطار أفق سياسي ومسعى متكامل يتعدى الحلول القاصرة والمؤقتة.

من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني خلال منتدى شباب العالم، عن تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور مصر التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية في ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.

كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لابد من تفعيل الأطر الدولية لمكافحة الإرهاب والخطاب المتطرف، ولم يعد مقبولاً السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين، متابعاً:" يجب بذل جهد لمواجهة محاولة إلصاق الإرهاب بأمتنا الإسلامية، كما يجب العمل على تطوير آليات عمل منظمة التعاون الإسلامي.

وتابع السيسى خلال كلمته بالقمة الإسلامية المنعقدة فى السعودية، نتمسك بحل شامل للقضية الفلسطينية ومنع متاجرة الإرهابيين بحقوق الفلسطينيين، كما نتمسك بحل عادل وفق رؤية الدولتين والقدس عاصمة فلسطين، وكذلك ندين محاولة الميليشيات الحوثية استهداف أمن السعودية.

وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال استقال السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي والوفد المرافق له، أن جهود تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تتم وفق ثوابت المرجعيات الدولية وحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، مؤكدا دعم مصر لمختلف الجهود الرامية لتنشيط عملية السلام واستئناف المفاوضات على هذا الأساس، وعلى نحو يضمن حقوق وآمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أكد أن تسوية القضية الفلسطينية سيغير الواقع الحالي بالمنطقة، ويفتح آفاقاً لمرحلة جديدة من الأمن والتقدم والتعايش السلمي لجميع شعوب المنطقة.

السيسي والأزمة السورية

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن حل الأزمة السورية يكمن في رفع الدول يدها عنها، لافتا إلى أن البعض يعتقد أن من مصالحه بقاء عدم الاستقرار في البلاد.

وقال السيسي، في تصريح أدلى بها خلال مشاركته في أعمال منتدى "شباب العالم" المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، إنه إذا استعادت سوريا استقرارها مرة أخرى، فإن ملايين اللاجئين الموجودين في مصر والأردن وتركيا ولبنان سيعودون إلى بلادهم، موضحا: "كل ما بنأجل الموضوع كل ما الأمور بتتراكم بشكل سلبي".

وأضاف السيسي: "الكلام عن القضية السورية شيء ونقل أفكارنا إلى إجراءات تنفيذية مع الواقع الحقيقي لمنطقة أمر تاني"، متابعا: "إحنا قاعدين نتكلم عن مصيرهم ونوديهم فين، طيب ما بلادهم تستوعبهم.. وإيه المانع إنه بلادهم تستوعبهم وإن الدول ترفع إيديها عن سوريا.. سيبوا البلاد تعيش.. تدخلكم وعدم استقرار سوريا علشان مصالحكم".

وأردف، "إذا استعادت سوريا استقرارها بسرعة، وتم كتابة دستور جديد، سيعود الملايين الموجودين في لبنان بلدان أخرى إلى بلدهم".

وتابع، "طالبنا منذ البداية باستعادة الدول الوطنية لهيبتها مرة أخرى، كانت لنا رؤية في الموضوع حين قلنا إن الجيوش الوطنية يجب أن تكون هي المسؤولة، حتى لا يكون دور لميلشيات أو جماعات إرهابية أو مسلحة".

كما علق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الندوة التثقيفية 31 بعنوان "إرادة وتحد" قائلا: "كلام يتكرر، الناس تدخل في شمال سوريا ليه، ومين اللي عمل كده في سوريا، اللي عمل كده في سوريا أهلها، لأن المطلوب هو إشعال الموقف في الداخل، وتدخل الجيل الرابع من الحروب لتقسيم الدولة".

السيسي والأزمة الليبية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقف بلاده تجاه الجارة الليبية مشددا أن القاهرة لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا، وأن بلاده لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا بعد أيام من تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وقال السيسي في تصريحات للصحف المصرية الحكومية والخاصة نشرت الثلاثاء "لن نسمح لأحد أن يعتقد أنه يستطيع السيطرة علي ليبيا والسودان ولن نسمح لأحد بالسيطرة عليهما".

وشدد الرئيس بلهجة قاطعة، "لن تتخلى عن الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي الذي أطلق الخميس ما أسماه "المعركة الحاسمة" للسيطرة على طرابلس معقل حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج ويعترف بها المجتمع الدولي. وبدأت قوات حفتر منذ نيسان/أبريل هجوما للسيطرة على طرابلس. وتابع السيسي "لا يمكن أن نرضى بإقامة دولة في ليبيا للميليشيات والجماعات المسلحة والإرهابية والمتطرفة".

مصر وعمان

زار الرئيس "السيسي" سلطنة عمان فى فبراير 2018، وأعلن خلال الزيارة دراسة إنشاء صندوق إستثماري لزيادة الإستثمارات المتبادلة بين البلدين.

كما وقعت مصر وعمان 3 إتفاقيات للتعاون الثنائي في مجالات الشباب والرياضة والطلائع، والتدريب العمالي بين وزارتي القوى العاملة، ومذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها الهيئة العامة للاستعلامات.

وفى مايو 2017، زارت 20 شركة عمانية مصر لإقامة استثمارات مشتركة والاتفاق على خطة لغزو الأسواق الأفريقية.

وكشفت أخر إحصائيات اصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عمان، ارتفعت من 162 مليونًا و215 ألف دولار فى العام 2016 إلى 247 مليونا و749 ألف دولار خلال الفترة نفسها من عام 2017، بزيادة قدرها 85 مليونا و534 ألف دولار.

مصر و البحرين

زار العاهل البحريني "حمد بن عيسى آل خليفة" مصر فى إبريل 2016، وشهد توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين في مجالات عديدة منها: الدفاع، والشباب الرياضة، وكذلك توقيع بروتوكولات تعاون في قطاع العلاقات الدبلوماسية والتشاور السياسي، والبيئة، والازدواج الضريبي، والنقل.

واستقبل الرئيس "السيسي"، الشيخ "خالد بن أحمد آل خليفة"، وزير خارجية مملكة البحرين، ناقلًا رسالة من الملك "حمد بن عيسى آل خليفة" ملك البحرين، تضمنت تأكيده لعمق العلاقات الثنائية بين القاهرة والمنامة، وخصوصيتها، وسبل تعزيزها خلال المرحلة المقبلة، فضلا عن تكثيف التشاور حول الأوضاع الإقليمية فى ضوء دور مصر المحورى فى الشرق الأوسط كقوة تعمل من أجل الاستقرار والسلام.

مصر و الإمارات

تجسد العلاقات بين المسؤولين فى مصر والإمارات رغبة الحكومتين في استثمار علاقاتهما المتميزة، في تنشيط الجانب الاقتصادي، وتفعيل العلاقات التجارية بين البلدين، حيث اسفرت زيارات الرئيس " السيسي" السبع عن تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وتنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، في ظل أزمات المنطقة، ما يمثل التزاما سياسيا استراتيجيا انعكست آثاره الإيجابية على مواجهة الإرهاب، والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية، بالإضافة إلى المشروعات التنموية الإماراتية الجارى تنفذها في مصر.

ووصل التبادل التجاري بين مصر والإمارات، خلال العام الماضي 2017، مليارا و204 ملايين دولار مقارنة بمليار و126 مليون دولار خلال عام 2016 بزيادة نسبتها 7%، وكذلك نمو الصادرات المصرية للإمارات أسهم في زيادة قيمة الفائض في الميزان التجاري بين البلدين إلى 735 مليون دولار..

وكذلك ارتفعت الاستثمارات في عام 2017 إلى 6.2 مليار دولار مقارنة بـ 6 مليارات دولارعام 2016.

مصر و الكويت

توجه "السيسي" مرتين إلى دولة الكويت الشقيقة، التقى خلالهما الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" أمير دولة الكويت وذلك في إطار حرص مصر على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة التحديات التي تواجه الأمة العربية وتعزيز وحماية الأمن القومي العربي.

ووصل حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت 477.5 مليون دولار، منها 419.4 مليون دولار قيمة الصادرات المصرية، و58 مليون دولار قيمة الواردات من السوق الكويتي، وتمثلت الصادرات المصرية إلى الكويت في أجهزة وكابلات كهربائية ومنتجات غذائية متنوعة وأثاث وتبغ وأدوات ومستحضرات طبية وهياكل حديدية وأحجار من رخام وفحم، أما الواردات المصرية من الكويت شملت سيارات سياحية ومواد بتروكيماوية وهيدركسيد الصوديوم.

اقرأ أيضا