أكد الدكتور حسام الدين أمين، استشارى صحة نفسية وتعديل سلوك، أن الفترة الماضية شهدت تزايد نسب الطلاق بشكل كبير للغاية، حيث أصبح من أكثر المشاكل الإجتماعية التي تواجه المجتمع، نتيجة افتقاد القيم الأساسية لعملية الزواج، فلم يعد يحكمها حالياً سوى غريزة الإنسان الطبيعية.
حوار| أخصائية نفسية تكشف كوارث الطلاق.. وتؤكد: يدمر الأطفال لهذه الأسباب
وأشار حسام الدين، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، إلى وجود الكثير من المخاطرالنفسية و الكارثية التي يتعرض لها الأطفال نتيجة طلاق الوالدين، حيث أن الطلاق ليس مجرد لحظة فقط ، ولكنه يرتبط بالكثير من الأحداث والتراكمات التي تظل متصلة في أذهان الاطفال طبقاً لأعمارهم.
وأكد، أن شخصية الطفل تبدأ في مرحلة التكون من بداية عمر الثلاث سنوات، فعند حدوث الإنفصال بداية من ذلك السن يحدث زعزعة للثقة بداخل النفسي تجاه الأبوين، مما يتسبب في تدهور نفسية الطفل والإصابة بالإكتئاب، نتيجة ظهور الكثير من المتغيرات مثل تصدر مشاعر العداء المتبادلة بين الأب والأم، وقيام كلاً منهما بالتحدث عن الطرف الآخر بشكل سيئ أمام الطفل، أيضاً الصراعات الدائرة حول حضانة الطفل والتي يصاحبها وجود قضايا متبادلة في المحاكم للفصل بينهم، مما يزيد من حدة الأمور، وخاصة إذا كان الطفل في سن صغير، أما إذا كان في مرحلة المراهقة على سبيل المثال فهو يدرك الأمر ويستطيع تجاوز الصدمة نظراً لتبلور شخصيته وقدرته على تفهم الأمور بشكل كبير.
ونوه، أن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل بعد مرحلة الطلاق تتوقف على الكثير من الأمور ومنها الترابط بين الطفل والأبوين قبل مرحلة الطلاق، فعلى سبيل المثال عن وجود علاقة أسرية ناجحة بين الطفل ووالديه قبل مرحلة الطلاق فذلك سيساعد على سهولة التعامل والتأقلم مع الطفل في الوضع الجديد، أما في حال تدهور وتوتر العلاقة السابقة بين الطفل والأبوين فذلك يجعل الأمور أكثر تعقيداً ولن يستطع أى طرف إقناع الطفل بما حدث نظراً لفقدان ثقته في أقرب الأشخاص لديه.
للمطلقات.. تعرفي على أخطر الأمراض التي تواجهك بعد الإنفصال
وأضاف، ينبغي التعامل بشكل تربوي وشديد الدقة مع الطفل بعد مرحلة الإنفصال، وذلك لتجنب الآثار السلبية والحد من المشاكل النفسية التي يصبح الطفل أكثر عرضه لها، ولذلك ينبغي التركيز على تعزيز ثقة الطفل بذاته ومنحه الشعور بالمساندة والأمان في كل وقت، مع ضرورة اهتمام الوالدين بعلاقات الطفل الاجتماعية، بحيث يتم التعامل معه كصديق مع الاخذ برأيه في كل مايحدث والتحدث باستمرار عن الأنشطة اليومية وكل مايدور حوله، وخاصة في توقيت المدرسة ومع الأصدقاء المتواجدين حوله.