شهدت جمهورية مصر العربية، خلال الأسبوع الماضي، سقوطاً للأمطار بدرجة كبيرة، ذلك الأمر الذي حمل معه العديد من العوامل الخطورة على مستوى البنية التحتية للدولة المصرية.
وما يصاحب تلك العوامل، هو درجة التأثر لدى المحاصيل الزراعية بمدى قابلية تحملها، ذلك الكم الهائل من الأمطار، والذي قد يشكل مصدراً للخطورة على جودة المحاصيل وإنتاجيتها في المستقبل.
زيادة الرطوبة
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين، إنه ورغم أن الامطار تحمل الخير للفلاحين حيث تغسل المزروعات وتروي الأراضي، إلا أن الأمطار تزيد الرطوبة مما يساعد في زيادة فرص إصابات المزروعات بالأمراض الفيروسية والبكتيرية، مما يلزم المزارعين برش الزراعات بعد توقف الأمطار للوقاية من هذه الأمراض.
العوامل الجوية
وأضاف أبوصدام، أن العوامل الجوية الغير مناسبة من هطول الأمطار ونشاط الرياح و شدة الصقيع، سوف تقلل من الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وسوف تتسبب في زيادة الآفات وأمراض النبات، فعلى الرغم من أن الرياح مهمة لنقل حبوب اللقاح وزيادة الإنتاجية و تساعد في نضج بعض المحاصيل إلا أن الرياح الشديدة تتسبب في كسر سيقان بعض النباتات الضعيفة مما تؤثر بالسلب على الإنتاجية.
وأشار إلى أن الصقيع يؤدي إلى أضرار بالغة لبعض المحاصيل، قد تساهم في حد كبير لقلة إنتاجية المحاصيل وقد تؤدي إلى هلاكها.
إرشادات الزراعة
ودعا "أبو صدام، الفلاحين إلى ضرورة اتباع الإرشادات التي تصدر عن وزارة الزراعة في هذا الشأن للتقليل من الأضرار التي تنجم عن التقلبات الجوية السيئة، مطالباً وزارة الزراعة بأهمية تفعيل وإنشاء صندوق التكافل الزراعي الذي يعوض المزارعين عن الخسائر في حالة تلف زراعتهم من جراء كارثة طبيعية، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر قراراً بإنشاء صندوق التكافل الزراعي عام 2014 ولم يفعل حتى الآن.
وأوضح أبوصدام، أن قلة إنتاجية المحاصيل أو نضجها قبل موعدها، قد يتسبب في انخفاض أو ارتفاع لبعض أسعار الخضروات شديدة التأثر بالعوامل المناخية، مما يوجب على الجهات المعنية وضع الظروف المناخية في موضع الاعتبار لتدارك أي أزمات تتعلق بارتفاع أو انخفاض الأسعار.
من جانبه، قال الدكتور إلهامي الأسيوطي، الأستاذ بمعهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، إن سقوط الأمطار بغزارة، قد ينتج عنه رطوبة عالية قد تؤدي إلى إصابة المحاصيل بالأمراض الفطرية والبكتيرية.
مزروعات شتوية
وأضاف "الأسيوطي"، أنه لحسن الحظ أن المزروعات حالياً تعتبر شتوية فيمكنها إلى حد كبير تحمل سقوط الأمطار، ولكن إذا سقطت الأمطار في خلال الصيف كما يحدث في أوروبا في الدول الخارجية؛ لأن المحاصيل الصيفية تحتاج إلى الشمس والحرارة ولا تحتاج إلى مياه غزيرة أو الأمطار، فلحسن الحظ أن المحاصيل الشتوية تحتاج إلى رطوبة ومياه باستمرار.
وأشار الأستاذ بمعهد أمراض النبات، إلى أنه إذا حدثت بعد الزوابع قد تؤثر على المحاصيل خصوصاً إذا كانت في أول أعمارها ما بين نصف الشهر والشهر، أما النباتات القائمة بين شهرين وثلاثة أشهر في التربة لن تصاب بأي شئ، ولكن أيضاً لحسن الحظ أن الأمطار والرياح لم تمكث أكثر من أيام معدودة، ولا يخشى على المحاصيل إطلاقاً.
تبقع الأوراق
ولفت إلى أنه لربما بعض النباتات التي تعاني من تبقعات الأوراق، تزداد إصابتها بعد سقوط الأمطار، فنحن الآن في بداية زراعة القمح والشعير التي قد تتأثر وتصاب بتبقعات الأوراق، متابعاً بأن سقوط الأمطار يغسل أي مبيدات قدم تم رشها على النباتات، مما يستلزم رش المبيدات مرة أخرى بعد سقوط الأمطار لأنها أزاحتها من على سطح الأوراق.
برامج المبيدات
وأردف بأنه إذا كان يتبع الفلاح برنامجاً لرش المبيدات كل 5 أو 10 أيام فليلتزم به، ولكن إذا قام برش المحصول وسقط الأمطار في حينها، مما يفرض عليه أن يقوم برش المحاصيل مرة أخرى؛ لأن الأمطار أزاحت من على سطح الأوراق المادة الفعالة الخاصة بالمبيدات.