أمطار غزيرة تتساقط من السماء في كل مكان، وعواصف هوائية شديدة كادت تخلع الأشجار من جذورها، وشمس اختفت تمامًا من السماء، بينما تسير مجموعة من الرجال صوب المقابر، ويحملون على أكتافهم "نعشا" بداخله شابًا في العشرين من عمره، وافته المنية إثر تلقيه صعقة كهربائية من أحد أعمدة الإنارة أثناء مروره من الطريق، في محافظة الدقهلية.
مقتل الشاب محمود شاهين بسبب ماس كهربائي بأحد أعمدة الإنارة، أثار جدلًا واسعًا، إثر وفاة العديد من الشباب والأطفال، في معظم المحافظات على مستوى الجمهورية، بسبب حالة الجو السيئة التي جعلت من أعمدة الإنارة كابوسًا يطارد المارة في الطريق، حيث كان من بينهم هذا الشاب سالف الذكر، الذي شيّع جثمانه اليوم السبت.
تداول العديد من الرواد عبر "الفيسبوك"، صورًا لهذا الشاب، حيث روى أكثرهم قصته إذ وصف أحدهم حالة والدته أثناء تشييع الجنازة وهي تقول: "ابني الوحيد مات .. نور عيني وقلبي راح منى يا ناس ده كان ابني وأخويا وكل حاجة أبوه مات وهو اللي كان شايل همي في كل حاجة".
"كوبي بيست".. مصرع طفل صعقًا بالكهرباء في البحيرة
وعلى الجانب الآخر قال أحمد محمد، أحد الجيران في المنطقة إن محمود شاهين في قمة الأخلاق والأدب، حيث وصفه: "راجل بمعنى الكلمة"، كان خادمًا للفقراء مشاركًا في الأعمال الخيرية طوال الوقت، مساهمًا بأمواله على قدر استطاعته، في قرية دماص، حيث أصبح مثالًا يقتدى به بين الشباب.
الحكاية المأساوية لم تمر مرور الكرام على والدته السيدة الخمسينية، حيث قال أحد الرواد إن والده توفي في أكتوبر الماضي، ليكمل محمود مسيرة الحزن ويتوفى في نفس الشهر بعد والده بعام، مضيفًا: "مش متخيل انه راح كده ده كان لسه خاطب كان عاوز يفرح أمه لأنه ابنها الوحيد وكانت فرحة والدته كبيرة أوي أول فرحة بعد موت أمه يا حبيبب يا غالي في الجنة ونعيمها".
وخرج الجثمان من مسجد الرحمة بالقرية في مشهد جنائزي مهيب وسط بكاء من والدته وأقاربه وزملائه وأهالي القرية.
وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء فاضل عمار مدير امن الدقهلية إخطارا من اللواء السيد سلطان مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت غمر من أهالي قرية دماص التابعة للمركز يفيد بمصرع شاب يدعى محمود محمد شاهين ٢٣ عاما صعقا بالكهرباء أثناء مروره بجوار عمود إنارة بسبب الأمطار الشديدة، تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة.