في حي حلوان، حيث تمتزج الحياة اليومية بأصوات الأطفال وضحكاتهم، لم يكن يخطر ببال أحد أن يتحول مجرد لهو بريء إلى كارثة تهدد أرزاق الأبرياء، قبل تناول وجبة الإفطار، حيث شاهد الأهالي ألسنة اللهب تلتهم سيارة متوقفة، بعدما أضرمت النار فيها بسبب لهو الأطفال قبل أذان المغرب، صدمة أصابت الجميع، لكن العزاء الوحيد كان في التحرك السريع لرجال المباحث، الذين لم يدخروا جهدًا حتى أسقطوا الجناة في قبضة العدالة.
سقوط المتهمين بإضرام النيران في سيارة بسبب لهو الأطفال بحلوان
بدأت الواقعة عندما تلقى المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، بلاغًا من أحد المواطنين يفيد باشتعال النيران في سيارته المركونة أمام منزله، نتيجة قيام بعض الأطفال باللهو
على الفور، انتقلت قوة من المباحث إلى موقع الحادث، بقيادة الرائد محمود السعداوى ، والرائد أحمد الدالى، وبعمل معاينة لمسرح الواقعة، تبين أن النيران قد التهمت السيارة بالكامل، وسط حالة من الذهول بين الأهالي الذين لم يصدقوا أن لهو الأطفال قد يصل إلى هذا الحد.
بتوجيهات من المقدم محمد مجدي، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وتحديد هوية الجناة، ولم تمضِ ساعات حتى تمكن رجال المباحث من جمع الأدلة، من خلال تفريغ كاميرات المراقبة، التي أظهرت تحركات المتهمين قبل لحظات من اندلاع الحريق.
لم يكن الأمر يحتاج سوى بعض التحريات الدقيقة، حتى توصلت المباحث إلى هوية المتهمين، وتم إعداد الأكمنة اللازمة لضبطهم وخلال حملة أمنية مكثفة، ألقي القبض على 5 متهمين، ثبت تورطهم في إشعال الحريق بالسيارة.
أثناء استجواب المتهمين، اعترفوا بارتكاب الواقعة، مبررين فعلتهم بإشعال النيران في السيارة أثناء اللهو.
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأحيل المتهمون إلى النيابة العامة، حيث تقرر حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، تمهيدًا لإحالتهم إلى المحاكمة العاجلة.
من جانبها استمعت النيابة لأقوال صاحب السيارة والذي سرد تفاصيل الواقعة قائلا: "عمري ما كنت أتخيل إن اللعب أمام البيت ممكن يجيبلي الخراب، كنت نايم وصحيت على الجيران بيخبطوا عليا يقولولي عربيتك ولعت، خسرت مصدر رزقي الوحيد، بس الحمد لله إن الشرطة جابت حقي بسرعة".