يشكل يوم الشهيد، محطة وطنية مميزة تستذكر فيها مصر تضحيات أبطالها الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن تراب الوطن، ليبقى علمها مرفوعًا بعزة وكرامة، ويأتي هذا اليوم، الذي يوافق 9 مارس سنويًا، تكريمًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي ارتقى في الصفوف الأمامية خلال حرب الاستنزاف، مجسدًا نموذجًا فريدًا في القيادة والبسالة والتضحية.
وفي هذه المناسبة، تتجدد مشاعر الاعتزاز والتقدير لأبطال القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم فداءً لأمن الوطن واستقراره.
وتزامنا مع الاحتفال بـ يوم الشهيد، تتجدد ذكرى الأبطال الذين صنعوا المجد بدمائهم، وعمر القاضي في مقدمتهم، فقد عاش بطلًا، واستشهد أسطورة، ليظل نموذجًا لكل شاب مصري يؤمن بأن الوطن أغلى من الحياة.
الشهيد عمر القاضي
لم يكن مجرد اسم في سجل الأبطال، بل كان روحًا تجسدت في معركة البقاء، مقاتلًا عن وطنه حتى آخر نفس، الشهـ ـيد البطل عمر القاضي، أحد رجال الشرطة المصرية، كتب اسمه بحروف من نور في سجل الخالدين، بعدما قدّم روحه فداءً للوطن في مواجهة الإرهاب الغادر، ليبقى نموذجًا خالدًا للشجاعة والتضحية.
قبل 6 سنوات من الآن وبالتزامن مع تكبيرات العيد، صبيحة يوم 5 يونيو 2019، وبينما كان المصريون يستعدون للاحتفال، كان البطل ورفاقه في نقطة البطل 14 شمال سيناء في حالة تأهب، يحمون الأرض بعيون لا تعرف النوم، لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيشهد ملحمة بطولية ستُحكى للأجيال، فاجأتهم العناصر الإرهابية بهجوم غادر، لكن عمر القاضي ورفاقه لم يتراجعوا لحظة، وقاتلوا حتى آخر طلقة، رافضين الاستسلام أو ترك مواقعهم.
ظل الشهـ ـيد عمر القاضي يقاتل رغم إصابته، لم يرضخ للألم، ولم يتراجع أمام الخطر، بل واصل الدفاع عن زملائه وعن النقطة الأمنية حتى اللحظة الأخيرة، كان يدرك أن الاستشهاد في سبيل الوطن شرفٌ لا يضاهى، وأن الأمانة التي يحملها لا يمكن أن تُسلم إلا بدمائه الطاهرة.
مشهد استبساله كان كفيلاً بأن يخلّد اسمه في تاريخ البطولة، قاتـ ـل حتى آخر طلقة، واستـ ـشهد وهو يردد قسم الولاء لمصر، ليجسد أسمى معاني التضحية. لم يكن موته نهاية، بل بداية لأسطورة سيحكيها الجميع عن جندي لم يعرف الخوف، وعن شاب عشق أرضه حتى بذل روحه لأجلها.
لم يكن عمر القاضي مجرد ضابط شرطة، بل كان ابنًا بارًا بوطنه، تربى على حب الأرض والدفاع عنها، وعندما ناداه الواجب، لم يتردد لحظة في تلبية النداء، كان مثالًا للشجاعة التي لا تلين، والإرادة التي لا تنكسر، والإيمان الراسخ بأن الوطن يستحق كل شيء.
تخرج الشهيد في كلية الشرطة، والتحق بقطاع الأمن المركزي، حيث اختار أن يكون في مقدمة الصفوف، مواجهًا المخاطر دون تردد في كل مهمة، كان يتقدم بلا خوف، وفي كل معركة، كان صوته يصدح بعبارات العزيمة، ليمنح زملاءه القوة لمواصلة القتال.
لم يكن يوم استشهاده يومًا عاديًا، بل كان عيدًا جديدًا للوطن، عيدًا للبطولة والتضحية، فقد كتب بدمائه الطاهرة رسالة للعالم، مفادها أن مصر محمية برجالها، وأن ترابها لا يُدنس طالما أن هناك أبطالًا يحمونه بأرواحهم.
بعد استشهاده، تحولت ذكراه إلى أيقونة، فخلّدته الدولة، واحتفى به المصريون، وكتب زملاؤه اسمه في قلوبهم، ليظل حاضرًا في كل مناسبة، ويظل صوته يتردد في كل معركة جديدة يخوضها أبطال مصر ضد الإرهاب.
سيبقى اسم الشهيد عمر القاضي محفورًا في سجل العظماء، وستظل قصته شاهدًا على أن مصر لا تُكسر، طالما أن هناك رجالًا على استعداد للتضحية بكل شيء من أجلها.