المعاد الخميس قرب العصر، يبدأ حسن ابن منطقة تل الأبيض في الرقة السورية لملمة أوراقه بشكل نهائي للعودة إلى المنزل بعد يوم عمل شاق لا يأتي بالكثير من المال من الأساس في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المدينة منذ سنوات، دقائق كان ينتظرها لسماع صوت نهاية يوم العمل إلا أن صوتا أخر كان موجودًا وهو صوت القذائف والصراخ: "صوت الحرب" الذي لم يعد ينقطع عن أسماع السوريين.
يقول حسن أن العشرات أصيبوا، الآلاف أصبحوا في العراء ورهينة التهجير القسري بينما أصبحت أرضية الملعب مكانا للمعسكر وطريق التنزه مرتعًا للعسكر، حيث لا يستطيع أحد أن يكون بالخارج وكأن المدينة أصبح مكتوب عليها الموت والرصاص والدم من الإرهابيين لداعش للاتراك ويبقى السوري ذليل الحبس والتهجير واللجوء للخارج.
"ستعتبرونها حربًا ضد الإرهابيين أو نطردهم إلى أوروبا لتصبح جحيمًا"، صوتا لتصفيق على نفس الجملة لم يكن أيام النازية إبان عصر هتلر، وإنما لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والحديث للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يقول حسن بحزن أن تركيا تتعامل مع اللاجئين وإنهم مصاصي دماء تحفظهم عن أوروبا وكأن السوريين أصبحوا سبة بسبب ما تعرضوا له من مصائب خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب في الداخل.
وتمنى حسن أن يتم العمل سريعا على حل هذه الازمة التي تستهدف الشعب السوري وأرضه ورغبة في توسعة الحدود التركية على حساب الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن أردوغان لا يفرق عن إسرائيل التي أعلنت سيطرتها على الجولان مستغلة نفس الاحداث، بينما يوم اردوغان بالسيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا للسيطرة عليها هو الآخر.