وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، إلى مدينة "بياريتز" الفرنسية، للمشاركة في قمة مجموعة الدول السبع، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون، التي تتناول هذا العام عددا من الموضوعات، من بينها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، وسبل مواجهة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذا مكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة في أفريقيا.
ووصف عدد من رؤساء الجالية المصرية في الخارج، مشاركة مصر بدعوة من الرئيس الفرنسي ماركون، خطوة غير مسبوقة، لافتين إلى الفوائد الاقتصادية والسياسية التي ستعود بالنفع على مصر، وما تعكسه من ثقة دول العالم فيها كبوابة رئيسية لأفريقيا.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة جيهان جادو، عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي الفرنسية، ورئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي بفرنسا، إن مشاركة مصر بين زعماء العالم في قمة الدول السبع، خطوة هامة في تاريخ مصر، وحدث كبير غير مسبوق.
وأوضحت "جادو"، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من فرنسا، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس كونه رئيس الاتحاد الأفريقي فحسب، بل جاءت بدعوة شخصية من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لعلم الأخير بالدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، ودورها الريادي في تدفق الاستثمارات الخاصة في المنطقة الافريقية، خاصة مع سعي أوروبا لاستقطاب القارة لجانبها، عن طريق بوابتها مصر.
وفيما يخص الفوائد التي تعود إلى مصر من مشاركتها في قمة الدول السبع المقامة بفرنسا، أضافت: "تتلخص في فائدة سياسية على اعتبار أن مصر تتعامل مع ساسة العالم في هذا المحفل الكبير، وهو ما يعكس ثقتهم فيما قامت بها من الخروج من بوتقة عدم الإستقرار إلى ساحة التنمية والرخاء".
ورأت عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي الفرنسية، إلى أن الفوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر، تتمركز في وجود مجال كبير لعقد الاتفاقيات الثنائية مع الدول المشاركة، لفتح آفاق تجارية واستثمارية من مشروعات كبرى تقوم على أرض مصر تعود بالنفع عليها.
ونوهت أن المشاركة في هذه القمة فرصة ومجال حقيقي لتحقيق مصر الدور الذي تريده من العالم، الذي اختلفت نظرته لمصر السيسي، لافتة إلى أن أهم الملفات التي تقع على عاتق الرئيس غاية في الخطوورة ومنها ملف الإرهاب، والهجرة الغير شرعية، وملف الاستقرار في ليبيا وسوريا.
وعلى صعيد العلاقات المصرية الفرنسية، لفتت إلى أن ماكرون حريص على تواجد السيسي في كافة المؤتمرات، لتعزيز قوى المشاركة بين الطرفين في النواحي العسكرية والاقتصادية والتنمية الثقافية والتعليمية.
واستطردت: "الاهتمام بمصر يأتي من كونها أصبحت شريك وحليف اقتصادي واستيراتيجي لكافة الدول، فأوروبا تسعى في البعد عن المشاحنات بين الصين وأمريكا، وتتجه إلى إفريقيا كونها أرض خصبة للاستثمار".
وطالبت "جادو"، مصر باستغلال الفرصة لجذب مجموعة الدول المشاركة في قمة السبع إلى صفّها، قائلة: " مصر الآن وصلت لباريس مرفوعة الرأس بين زعماء كبريات دول العالم، فهي محط أنظار الجميع".
تعكس مكانة مصر الإقليمية
ومن جانبه، أشار بهجت العبيدي، مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إلى حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السبع الكبرى التي تنطلق غدًا الأحد، بمدينة "بيارتيز" الفرنسية يعكس المكانة التي تتمتع بها مصر كدولة إقليمية كبيرة ذات دور دولي، ومكانة الرئيس السيسي كزعيم كبير يحظى باهتمام وتقدير زعماء العالم.
وأضاف العبيدي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من النمسا، أن هناك أهمية كبيرة لمشاركة السيسي في هذه القمة التي تضم أكبر زعماء العالم، والذين يرتبطون بزعيم مصر بعلاقات متميزة، نتيجة للسياسة التي تتخذها مصر - بتوجيه من الرئيس - في كافة المجالات وفي كل القضايا، والتي ينظر لها العالم بالكثير من التقدير.
ورأى بهجت، أن هناك العديد من الفوائد التي ستعود على مصر من التواجد في الدورة الـ45 لقمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، موضحًا: "القمة التي تضم أكبر دول العالم اقتصاديا ستكون فرصة يقوم فيها الرئيس، باستعراض أهم المجالات التي تتيح للدول الأوروبية الاستثمار فيها داخل مصر، وسيكون على رأس تلك المجالات المجال الاقتصادي الذي يبذل فيه الرئيس مجهودا هائلا".
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عمل بكل قوة على ضبط سوق سعر صرف العملات الأجنبية وهو ما شجع المستثمرين العرب والأجانب على أن يدرجوا السوق المصري كسوق واعد.
مستطردًا: "أما الفائدة الثانية، تكمن في تعرف الدول المشاركة في القمة على الرؤى المصرية في الملفات الخمس المزمع مناقشتها، والمطروحة على مائدة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
ونوّه مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، أن مصر السيسي نجحت نجاحا هائلا في ملف الهجرة غير الشرعية الذي يؤرق الجانب الأوروبي والذي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه القارة الأوروبية، كما أن ملف الإرهاب الذي يهدد كل دول العالم والذي تعتبر المنطقة العربية هي المصدر الأول له، خطت فيه مصر خطوات كبيرة، ونجحت في تطويق ظاهرة الإرهاب لدرجة متقدمة، وهو ما يجعل خبرتها التي يستعرضها الرئيس في مثل هذه المؤتمرات والفعاليات الهامة محل تقدير من كل دول العالم.
وأضاف: "مصر تهتم اهتماما كبيرا بالخمس أولويات التي أعلنت عنها الدولة المضيفة فرنسا، وهي مكافحة انعدام مساواة بين الجنسين، وذلك من خلال تعزيز المساواة بينهما والانتفاع بالتعليم وبالخدمات الصحية الجيدة، وحماية كوكب الأرض"، مؤكدًا أن مصر لها العديد من المساهمات في هذه المجالات جميعًا وهو ما سينعكس بالإيجاب على هذه القمة.