بعد أن أعلنت الرئاسة التونسية، خبر وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، عن عمر يناهز الـ92 عاما، والذي استقبله التونسيين بالحزن والآلم، تحول الوضع في الشارع التونسي إلى حالة من التأهب والإشكاليات، بسبب الخوف من رجوع التيار الإسلامي مره أخري في المشهد التونسي والمتمثل في حركة "النهضة" الإخوانية والتي ترى أنه في رحيل "السبسي" سوف يكون لهم مكاناً سياسياً قوي للتحكم في الشأن التونسي.
هل يسمح الشعب التونسي بعودة الإسلاميين على عرش تونس مرة أخرى؟
وعلى ضوء ذلك قال الاستاذ والباحث في الاقتصاد السياسي بالجامعات الفرنسية، حسان القبي، إن الشعب التونسي شعب علماني لكن توجهه العام والسياسي وسطي، ولكن ذلك لا يمنع ولا ينفي وجود تيار إسلامي أو بالأحرى إخواني تمثله حركة النهضة ولكن الإسلاميين في تونس لا يمثلون الأغلبية.
هل تسمح التيارات المدنية بظهور الإسلاميين وسيطرتهم
وأضاف "القبي" أن بعد الأحداث التي شهدتها تونس في فترة حكم الإسلاميين بين 2011 و 2014 والتي امتلئت بالعنف ضد العلمانيين من قبل ميليشياتهم وتحت أنظار الأمن، والتي تحولت إلى تهديد صارخ للسلم الأمني بعد الاستعراض الذي قدمته السلفية الجهادية في مدينة القيروان مرورًا بقضايا فتح قنوات التفسير لبؤر التوتر بتحريض من قيادات نهضوية وصولا لإثبات المسؤولية السياسية عن الاغتيالات وخاصة مع أحداث 30 يونيو، لذلك تفهم الغنوشي ان رياحاً اقليمية عاصفة قد تنهي التواجد الإخواني في تونس فتراجع وتمكن من إيجاد صيغة توافقي مع ألد خصومه، وتلك السياسة تعرف في ادبيات الأكوان بالتمكين أي الانسحاب للعودة بعد مرور العاصفة.
وأشار الباحث في الاقتصاد السياسي إلى أن الطبقة العلمانية في تونس مستنفرة للاستحقاق الانتخابي القادم، ولكنها للأسف تعرف انقسامًا شديدًا، وتشتت غير مسبوق خاصة مع غياب شخصية محورية جامعة مثل الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ولكن سيبقى الفكر البورقيبي الوسطي هو البوصلة التي قد توجه الناخب التونسي في الاستحقاق القادم.
أبرز الأسماء المرشحة لخلافة السبسي وحظوظها؟
وأكد الباحث على أنه حتى اللحظة يوجد العديد من الاسماء المطروحة على قائمة استطلاعات الرأي ولكنها غير قادرة على تعويض قائد السبسي لما يحمله الرجل من تاريخ سياسي كبير وخاصة قدرة على مسايرت التغيرات الداخلية والإقليمية، ولكن بروز شخصية وزير الدفاع التونسي الدكتور عبد الكريم الزبيدي قد تجعله من أبرز المرشحين إذ قرر الترشح للانتخابات الرئاسية خاصة مع المبادرة الشخصية للنائب فيصل التبيني الذي تمكن من جمع التزكيات البرلمانية اللازمة للدكتور الزبيدي.
وأضاف "حسان" أنه على الرغم من تصدر الإسلاميين لاستطلاعات الرأي فإن الحزب الدستوري (حامل الفكر البورقيبي ورافض أي تعامل مع الإخوان أو أي صيغة توافقي) يحظي بالمرتبة الثانية وقد يتمكن من أحداث المفاجأة خاصة مع الوعود التي قدمتها الأستاذة المحامية عبير موسي رئيسة الحزب بمتابعة كل القيادات الاخوانية قضائيا على كل الجرائم في حق تونس والتونسيين بين فترة 2011 و2014.