حالة من الجدل، شهدتها شتى محافظات مصر، خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة بعد ظهور نتائج طلاب الثانوية العامة، حيث انتهت المرحلة الثانوية برسم طريق من الاستقرار في المستقبل لدى العديد، فيما مثلت للبعض الآخر كابوسًا يطاردهم طوال الوقت، حتى لجؤو إلى الانتحار، لكي يهربوا من الضغوط التي يواجهونها.
بسبب الرسوب في الكيمياء.. أميرة تحاول الانتحار
محافظة البحيرة، كانت شاهدة على أولى حالات التي أقدمت على الانتحار، حيث استقبلت مستشفى الدلنجات العام، اليوم الأحد، طالبة بمدرسة الدلنجات الثانوية العامة" بنات "، مصابة جراء تناولها أقراص منومة لتعرضها لحالة نفسية سيئة عقب إعلان النتيجة ورسوبها فى مادة الكيمياء وحصولها على مجموع 60 % في امتحانات الثانوية العامة لعام 2019.
تلقى اللواء جمال القمرين مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مباحث مركز شرطة الدلنجات يفيد بوصول" أميرة.م.ن" 17 سنة طالبة بالثانوية العامة، مصابة بتسمم جراء محاولتها الانتحار وتم تحويلها لمركز السموم بالمستشفى الجامعى بالإسكندرية.
بسؤال أهليتها تبين رسوب الطالبة فى امتحان مادة الكيمياء بالثانوية العامة وتناولها كمية من الأقراص المنومة أصيبت على إثرها بحال قىء وهبوط فى الدورة الدموية، تم تحرير محضر وجار عرضه على النيابة.
ينهي حياته برصاص بسبب رسوبه في الامتحانات
وفي محافظة الشرقية أقدم طالب في الثانوية العامة، على التخلص من حياته، اليوم الأحد، بعد رسوبه في الامتحانات، وذلك بطلق ناري من طبنجة والده المرخصة بناحية المؤانسة التابعة لقرية سنجها بكفر صقر، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
تلقى اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بالعثور على "علي ثروت إسماعيل" 19 سنة، مقيم بالمؤانسة بقرية "سنجها" كفر صقر، جثة هامدة داخل منزل أسرته بالقرية.
بالانتقال والفحص تبين أن الشاب طالب بالثانوية العامة، وأنه فور علمه بنتيجة الامتحان ورسوبه استل طبنجة نارية مرخصة، ملك والده، وصعد للغرفة العلوية وأطلق النار على نفسه ليموت منتحرًا، وتم التحفظ على الجثة وجارٍ تحرير المحضر اللازم وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
أسيوط الأكثر جدلًا
حاول 3 طلاب الانتحار، اليوم عقب نتيجة الثانوية العامة بمحافظة أسيوط بتناول كمية كبيرة من الأقراص ومبيد حشري وأدوية منتهية الصلاحية.
تلقى العميد حمدي هاشم رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط بلاغًا يفيد بوصول "منى.م"، 18 سنة مصابة بآلام شديدة بالمعدة وفى حالة إعياء شديدة، ودلت التحريات الأولية أنها أقدمت على الانتحار بشرب كميات كبيرة من الأقراص بسبب ضعف مجموعها بالثانوية العامة، وتم عمل الإسعافات الأولية.
كما تلقى بلاغا بوصول "محمد.ن.م" 18 سنة مصاب بآلام شديدة بالمعدة وفى حالة إعياء شديدة ودلت التحريات الأولية أنه أقبل على الانتحار بشرب مبيد زراعى، بسبب ضعف نتيجته في الثانوية العامة.
كما تلقى مركز شرطة أبوتيج بلاغًا يفيد بمحاولة انتحار الطالبة "س.كامل" بالزرابي عقب حصولها على مجموع غير متوقع وضئيل بالثانوية العامة، عن طريق تناول 16 قرصًا لحبوب المضاد الحيوي منتهية الصلاحية وتم نقلها إلى مستشفى صدفا المركزي ووضعها تحت الملاحظة لحين تحسن حالتها.
قانوني: لا عقوبة للانتحار
علق المستشار القانوني، نور الدين علي، على إقدام بعض الطلاب الراسبين في امتحانات الثانوية العامة على الانتحار، مؤكدا أن الدافع الأول إلى هذا الأمر، هو شعور الطالب بالفشل في المرحلة الدراسية التي يمر بها، وأيضًا الضغوط النفسية التي يواجهها من زملائه وعائلته.
وأكد نور الدين، في تصريح لـ"بلدنا اليوم" أن نظام التعليم من الحالي في مصر، هو أحد الأسباب التي تدفع الطالب إلى الانتحار، لأن كل الكليات محددة بمجاميع معينة، وعندما يضع الطالب حلمه في كلية ما، ولا يستطيع الحصول على مجموعها، يدخل في حالة نفسية تدفعه للانتحار، مضيفًا: يجب أن يكون نظام دخول الكليات عبارة عن إعادة تأهيل الطالب، وعمل امتحان على مدى قدرته في السداد بالكلية التي يرغب في دخولها.
وأضاف المستشار القانوني، أن الانتحار عمومًا لا يوجد له عقوبة في القانون المصري، لأنه يجب أن يكون المجني عليه مقتول، أو تسبب أحدًا في قتله لكي يفتح له تحقيق، ولكن من يلجأ إلى الانتحار لم يتورط أحدًا في قتله، مؤكدًا: أنه إذا كان المنتحر مجند أو ينتمي إلى هيئة عسكرية، يوجد عقوبة وتحقيق في هذه الحالة، أمّا إذا كان شخصًا عاديًا لا يوجد عقوبة في القانون.
خبير نفسي: الآباء هم السبب
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي المتخصص في الأمراض النفسية، إنه حذر من أوقات الامتحانات وظهور النتائج، التي يلجأ فيها الطلاب إلى الانتحار كل عام، حيث يخرج الطالب من حالة ضغط كبيرة قضاها في الامتحانات، وبالتالي سيكون رد فعله عنيفا وغير متوقع إذا حقق نتائجا غير مرضية.
وأكد فرويز في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن من أسباب انتحار الطلاب هم الوالدين بسبب المعاملة السيئة التي يلاقها منهما الطالب بعد رسوبه، من مقارنة بين أصحابه المتفوقين، وأقاربه الذين حصلوا على مجموع لكليات القمة، مضيفًا: أن كل هذه المقارنات والمخاوف التي يتلقاها الطالب في هذا الوقت تتسبب في إقدامه على التخلص من هذا الضغط بواسطة الانتحار.
وأضاف فرويز، أن هذه الفئة من الشباب تسمى في علم النفس بـ"العصبيين" وهذا معناه أن أي ضغط يتعرض إليه قد يتسبب في حدوث مشكلة والتأثير على حياته، مؤكدًا أن الأباء لهم دور في كبير في التأثير على حياة أبنائهم في هذه الأوقات.