كان يجمع عتادة بفرحة كبرى، أخبر أمه أنّه ذاهب برفقة عدد من أصدقائه إلى نزهة، انتهى للتو من الامتحانات وحصل على الإجازة، أخبرتهم المعلمة أنّه يمكنهم قضاء العطلة بإحدى المراكز الصيفية لتعلم وممارسة الأنشطة، كان ذكيًا يحب البحث والتقصي وجدها فرصة للذهاب، والابتعاد بعض الأيام عن المدينة الصاخبة التي ملأتها أصوات الصواريخ والرصاص، همّ مسرعًا ودّع والدته واستقل سيارة مع عدد من رفقائه.
الجو شديد الحرارة، صحراء جرداء على يمينهم، ومخيمات تبدو غريبة على يسارهم، وصلوا للمكان المنشود، همّ البعض بقيادتهم إلى الخيمة، أشخاص يحملون سلاحًا لم تختلف الأصوات كثيرًا عن التي كان يسمعها الفتى يوميًا في حارته بالمدينة، أخبره المعلم أنّهم هنا في هذا المكان سينالون من التعليم مايكفيهم، بل سيكونون أبطالًا يشاركون في القتال، دقائق معدودة حتى تيقن الفتى أنّه جاء ليتعلم حمل السلاح والقتال لم يكن أبدًا نشاطًا ترفيهيًا بل كان مركزًا دمويًا.
منذ بداية الحرب في اليمن، وبعد الخسائر التي كانت تتكبدها جماعة الحوثيون الإرهابية، وتحديدًا الخسائر البشرية، بدأت في اتباع خطة جديدة لتستطيع الاستمرار ألا وهي تجنيد الأطفال، لاستخدامهم كدروع بشرية على جبهة القتال، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا المخطط على طريق ما يسمى بالمراكز الصيفية، تلك الأماكن التي في الأساس ظاهريًا تعد لتعليم الأطفال الأنشطة الثقافية لكن في الخفاء كان تعليم حمل السلاح هو غرضها.
وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، نحدّث خلال لقاء له أنّ خبراء إيرانيين يشاركون و يشرفون على مراكز صيفية أعلنت ميليشيا الحوثي إقامتها في مناطق سيطرتها لاستقطاب طلبة المدارس، وتحويلها إلى معسكرات مغلقة لاستقطاب الأطفال وتعبئتهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة وتدريبهم على القتال.
ميليشيا الحوثي لجأت إلى استقطاب وتجنيد الأطفال فيما يسمى المراكز الصيفية لتعويض خسائرها البشرية في جبهات القتال خاصة مع عزوف أبناء القبائل عن الانخراط في صفوفها بعد انكشاف حقيقةمشروعها وأنها مجرد ذراع قذرة تدار من الحرس الثوري الإيراني لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، بحسب ما كشفه الوزير اليمني.
قيادات ميليشيات الحوثي بصنعاء بدأت بالفعل في تنفيذ عملية حشد واسعة للمقاتلين الجدد من شريحة الأطفال والشباب المراهقين من طلبة المدارس إلى جبهاتها العسكرية عبر مراكز صيفية تتوزع في عدد من مديريات أمانة العاصمة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة انقلابيي اليمن.
ومع بداية شهر يوليو هذا الوقت الذي حددت فيه الميليشيات موعدا لانطلاق مراكزها الصيفية، والتي ستستمر على مدى 40 يوما متواصلة لتدريب هؤلاء الأطفال، ووصفت حجم التحضيرات التي أعدتها بـ"لضخمة"، وقالت إن حجم التجهيزات يشير إلى أنها ستكون معسكرات صيفية وليست مراكز صيفية لطلاب مدارس صغار سن وشباب مراهقين.
88 مركزا صيفيا جهزتها الميليشيات على مدى الثلاثة الأسابيع الماضية في أمانة العاصمة ومناطق سيطرتها، حتى يتم صناعة ميليشيات جديدة تعوض الخسائر التي تكبدتها القدماء .