عقد اليوم اجتماع مجلس إدارة رؤساء الجامعات الأفارقة بحضور فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، انطلاقا من عالمية رسالة الأزهر الشريف جامعا وجامعة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وانطلقت صباح اليوم الاجتماعات التحضيرية، للمؤتمر الدولي العشرون لقادة مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في القارة الأفريقية والذي تنظمه جامعة الأزهر، وذلك بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، ويعقد –بمشيئة الله تعالى- بمقر مركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر في الفترة من 8-11 يوليو 2019.
وقال محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة –خلال الاجتماع- إن المؤتمر يقام تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويقام لأول مرة بمصر وفي عام رئاسة السيد الرئيس لاتحاد أفريقيا، ويعد أكبر اجتماع لكبار المسئولين عن مؤسسات التعليم العالي، حيث يضم قادة التعليم العالي الأفارقة.
وأوضح أن موضوع المؤتمر هو "دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز استراتيجية التعليم العالي بالقارة الأفريقية CESA 16-25"، وأن المؤتمر يهدف إلى توسيع آليات وآفاق التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي المصرية ونظيراتها في دول أفريقيا، بما يشمل تطوير برامج التعليم، وإنشاء برامج دراسية مشتركة بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الصناعية؛ بهدف إنشاء نموذج جامعي موجه للتطبيق لتوظيف شباب الخريجين، وتلبية احتياجات سوق العمل، وتقديم نماذج مثالية للتعاون الأكاديمي الدولي، فضلاً عن إجراء مشروعات بحثية مشتركة في المجالات ذات الأولوية للقارة الأفريقية، والتدريب، والتدريس، وتوفير درجات علمية مشتركة، وبحث كل ما هو من شأنه تطوير ونهضة التعليم في القارة السمراء، وتبادل الخبرات في هذا الإطار.
وأشار إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف، جامعًا وجامعة، تحظى بمكانة تاريخية متميزة في مختلف أرجاء أفريقيا، من خلال تواجدها الفعال عبر مسارات متعددة؛ تشمل قوافل إغاثية وطبية لمساعدة المحتاجين وعلاج غير القادرين، وقوافل للسلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح بدلا عن الكراهية والعنف، إضافة إلى: استقبال طلاب 46 دولة أفريقية للدراسة في جامعة الأزهر ومعاهده، وتدريب الأئمة الأفارقة على اليات مواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة، وإنشاء معاهد أزهرية ومراكز لتعليم اللغة العربية، فضلا عن: الدور المحوري لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الأفريقية.
وأضاف أن جهود الأزهر التعليمية في أفريقيا لا تقف عند حد استقبال الطلاب الوافدين للدراسة بالقاهرة فحسب، بل حرَص الأزهر الشريف على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا؛ لنشر التعاليم الإسلامية الصحيحة، وَفقًا للمنهج الأزهري الذي يَحظى بالقَبول في جميع أرجاء إفريقيا؛ لما يتميّز به من انفتاحٍ وقَبولٍ للآخَر، ورفضٍ للتعصب والفُرقة والكراهية، وحَثٍّ على التعايش والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف أديانهم وأعراقهم.
ولفت إلى أن المؤتمر يعد فرصة عظيمة للجامعات المصرية للمشاركة في فعاليات وأنشطة المؤتمر المختلفة والتي سيتم إعلانها لاحقا، وكذلك مناسبة ملائمة للتعارف والتناقش مع قادة المؤسسات التعليمية من مختلف دول العالم.
جدير بالذكر أن هذا المؤتمر يعقد كل عامين بهدف البحث والمناقشة الجماعية للموضوعات ذات الاهتمام المشترك والأولويات اللازمة من أجل تنمية وتطوير التعليم العالي في الجامعات والمؤسسات التعليمية على وجه عام وأفريقيا بوجه الخصوص، وإصدار التوصيات بصورة أساسية لرؤساء المؤسسات التعليمية وكذلك لمجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية وللاتحاد الأفريقي.
ويشارك في المؤتمر ما يزيد عن 300 شخصية من رؤساء الجامعات وممثلي الهيئات الدولية، وتمثل فيه أكثر من 40 دولة من كل قارات العالم، ويبلغ عدد الجامعات المشاركة 180 جامعة، و43 مؤسسة دولية.
ومن أبرز الشخصيات القادمة من الخارج: وزير التجارة بدولة غانا، ووزير التعليم السابق بغانا، ووزير التعليم بدولة جامبيا، ورئيس مجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية، أمين عام اتحاد الجامعات الأفريقية، وسفير الاتحاد الأوروبي لدي الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس مفوضية التعليم بالاتحاد الأفريقي.