يحتفل المصريون اليوم، بذكرى مرور 63 عامًا على جلاء آخر جندي بريطاني من الأراضي المصرية، تنفيذا للاتفاقية التي تم توقيعها بين مصر وبريطانيا.
ويرمز هذا اليوم، الذي أطلق عليه عيد الجلاء، بـ "صمود المصريين"، نظرًا لتضحيتهم ونضالهم أمام بريطانيا، والتي على آثرها استشهد الآلاف من المواطنين المصريين.
في هذا اليوم، الموافق 16 يونيو 1956، رحل آخر جندي بريطاني من مصر، بعد طريق طويل من النضال والتضحيات ثمنًا لهذا الجلاء.
دافع المصريون عن أراضيهم، بكل ما يملكون من قوة، وضحوا بأرواحهم فداء للوطن، وحماية أراضيهم من الاحتلال الإنجليزي، الذي اتخذ من قناة السويس منشآت عسكرية لهم، ومستودعات لذخائرهم والمفرقعات التي يستخدمونها في أعمال القتال، فضلا عن اتخاذهم العديد من المراكز مثل منطقة أبو صوير التي تعتبر من أكبر المطارات التي يوحد بها مطار أبو صوير الحربي، وقرية أبو سلطان بمحافظة الاسماعيلية، مستودعا لأسلحتهم.
وبموجب الاتفاقية التي تمت بين مصر وبريطانيا، تسلمت مصر العديد من المنشآت والمطارات والمستودعات التي استولى عليها الاحتلال.
و يعد عيد الجلاء، ملحمة وطنية للمصريين، حيث استطاع المصريون جلاء القوات الاستعمارية البريطانية، واستطاع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رفع العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد حيث كان آخر مكان تم إخلاء القوات الانجليزية منه في منطقة القناة ومنذ ذلك اليوم أصبحت مصر مستقلة.
وقال الرئيس جمال عبد الناصر "وقعت المعركة فعلا على أرض منطقة القناة، وبالأيدي المتحدة القوية، وبالدم الذكي الذي سال في منطقة القناة، وقعنا اتفاقية الجلاء وانتصرنا في حرب الاستقلال".
ويعيد إحياء "عيد الجلاء" في يوم 18 يونيو من كل عام إلى الذاكرة صور خروج قوات الاحتلال البريطاني من مصر بعد احتلال استمر أكثر من 73 عامًا، وكذلك صور نضال الشعب المصري وتضحياته التي تعيش في وجدان المصريين جيلا بعد جيل، من ثورة عرابي ضد غزو الأساطيل والجيوش البريطانية، وثورة 1919 الوطنية التي قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم في أكتوبر عام 1947 وأبريل عام 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في قناة السويس فور رفع الأحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، وانتهاء باستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، إلى أن تحقق الجلاء في يوم 18 يونيو 1956.