في الفترة الماضية انتشرت العديد من التساؤلات حول ما يقوم به البعض من تصوير الصدقة أثناء تقديمها لأهلها، مما يدفع هؤلاء المحتاجين لمحاولة إخفاء وجوههم حتى لا يتم التعرف عليهم، مما قد يسبب لهم ولأولادهم إحراجًا يعتبروه خذيا فيما بعد.
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أصدر تعليمات واضحة وصريحة للحفاظ على كرامة "مستحقي الزكاة" أثناء تلقيهم حقهم من الزكاة وعدم تصويرهم بأي وسيلة كانت.
ووجه فضيلة الإمام الأكبر، بمنع التصوير أثناء تقديم المساعدات أو تقديم الزكاة أو الصدقات أو الخدمات للمستحقين، من بيت الزكاة والصدقات المصري التابع للأزهر الشريف.
البعض قال إنّه إذا وجدت الحاجة الفعلية لهذا التصوير الوارد في السؤال، كأن يكون في ذلك حافز للتصدق، أو يكون فيه زوال شكوك تدخل في نفوس المتبرعين، أو يكون فيه دعوة لفعل الخير والمسارعة إليه ونحو ذلك فلا بأس به.
أما إذا لم توجد الحاجة الفعلية لذلك، ولم يكن في هذا التصوير إلا مزيد اطمئنان القلب للمتبرعين، فليس لكم أن تصوروا المستفيدين من المساعدات وهم يأخذونها،لأن التقاط هذه الصور لأولئك المساكين ونشرها بين الناس، مع انتفاء الحاجة الشرعية لذلك، قد يكون فيه أذى بليغ لهم؛ وقد قال الله عز وجل : ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى )، وأيضًا " قولٌ جميل ، ودعاءُ الرجل لأخيه المسلم ، وسترٌ منه عليه لما علم من خَلَّته وسوء حالته ، خير عند الله من صدقة يتصدقها عليه ( يتبعها أذى )، يعني يشتكيه عليها، ويؤذيه بسببها.