حذرت وزارة الخارجية المسافرين إلى تنزانيا من اصطحاب أكياس بلاستيكية تجنبًا لتعرضهم للعقوبة، وذلك بعدما بدأ تطبيق حظر صارم على استخدامها في الدولة الأفريقية، حيث أعلنت الحكومة التنزانية، في ضوء حرصها على نظافة البيئة، أنه اعتبارًا من الأول من يونيو 2019، ستقوم بحظر استخدام كل أنواع الأكياس البلاستيك سواء المصدرة أو المستوردة أو المصنعة أو المخزنة، غير أن هذا الحظر لن يشمل الأكياس البلاستيك المستخدمة لأغراض طبية أو صحية أو إنشائية أو صناعية أو زراعية.
وتتعدد الأضرار الناجمة عن استخدام الأكياس البلاستيكية، فمخلفاتها تمثل عبئًا كبيرًا على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل، لذلك الطريقة المثلى للتخلص منها هي عبر حرقها.
ويأتي ذلك نتيجة تصاعد مركبات كيميائية تتشكل على هيئة سحابة سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي سلباً.
كما أن مادة الديوكسين المكون الرئيسي للأكياس البلاستيك والتي تدخل في تصنيعه هي أكثر المواد الكيميائية العضوية السامة، وتصنف من المواد المسرطنة، لذا عندما تتحلل تلك المادة فإنها ترفع خطر الإصابة بالأمراض السرطانية مثل سرطان الرحم والثدي.
ولعل تلك الأضرار، تدعو إلى البحث عن بدائل أخرى للأكياس، لتكون صديقة للبيئة في مصر.
العالم
وفي العام الماضي، احتفل العالم باليوم العالمي للبيئة، ورفع خلال الاحتفال شعار "التغلب على البلاستيك"، في أمر قد يبدو غريبا بعض الشيء لدى الكثيرين فى عالمنا خاصة أن البلاستيك هو مادة لا تكاد تخلو منها أى صناعة فى العالم، كما لا يوجد منزل فى العالم لا يتواجد به عشرات من القطع البلاستيكية لكافة استخدامات الحياة.
واتخذ العالم خطوة قوية لتوديع استخدام الأكياس البلاستيكية، فدولة بنجلاديش بدأت تلك الخطوة بحظر الاكياس البلاستيكية، لتسير على طريقها 40 دولة فى العالم، كان آخرها كينيا التى فرضت القانون الأكثر صرامة فى العالم تجاه الأكياس البلاستيكية بوضع غرامة حدها الأدنى 19 ألف دولار وحدها الأقصى 38 ألف دجولار، وكذلك عقوبة قد تصل للسجن 4 سنوات فى حال الترويج لهذه الأكياس وبيعها، وكانت الأمم المتحدة قدرت كل دقيقة تمضى فى العالم يتم استهلاك 1 مليون كيس بلاستيك فيها، وأعلن الاتحاد الأوروبى أنه بحلول عام 2019 فسيحظر استخدام الأكياس البلاستيكية على أرضه بشكل كامل، بعد ضرائب عدة فرضتها الدول عليها لرفع ثمنها وجعل المواطنين يستخدمون "الحقائب متعددة الاستخدامات".
طلب إحاطة
ومؤخرا، تقدم محمد عبدالله زين الدين، وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجهًا إلى الدكتوره ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة؛ بشأن الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية لما لها من خطورة على البيئة وصحة المواطنين، مشيراً إلى خطورة الأكياس البلاستيكية تكمن في إلقاء القمامة في البحار والأنهار، فتتسبب في أضرار بالغة للحيوانات البحرية، وتلتف تلك الأكياس البلاستيكية حول الشعاب المرجانية والنباتات البحرية، فتموت.
الحملات المصرية
وتشارك مصر العالم، في محاربة استخدام الأكياس البلاستيكية، وبدأت مصر بإطلاق حملات للحد من استخدام الأكياس البلاستيك أحادية الأكياس لما لها من أضرار على البيئة، نتيجة لأنها غير قابلة للتحلل، حيث يصل بعضها إلى 500 عام دون أن تتحلل، وتؤثر على المياه الجوفية والتربة، بالإَضافة إلى أن 30% منها يصل إلى البحر مما يضر بالكائنات البحرية.
و تستهلك مصر 12 مليار كيس بلاستيك سنويا، بتكلفة حوالى 12 مليار جنيه، بجانب الخسائر التى تمثلها فى الناحية الاقتصادية، خاصة أن أغلب الخامات يتم استيرادها من الخارج.
و أطلقت وزارة البيئة المصرية مبادرة بتمويل من الاتحاد الأوروبى تسمى "أكياس بلاستيكية.. كفاية"، للقضاء على اعتماد البلاد على الأكياس البلاستيكية، بسبب آثارها السلبية على البيئة والاقتصاد، وهو الأمر الذى أدى إلى اتجاه بعض المصنعين لفتح خطوط إنتاج الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، وغيرها من منتجات أكياس القماش والورق الصديقة للبيئة.
كما قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الوزارة بدأت في اتخاذ خطوات فعلية لمواجهة انتشار الأكياس البلاستيكية، من خلال تقنيات معينة تستخدم في المصانع لإنتاج أكياس قابلة للتحلل، لافتة إلى أن هناك 3 مصانع تنتجها في مصر.
مبادرة البحر الأحمر
وفي أولى الخطوات، التي تم اتخاذها، لمواجهة ظاهرة استخدما الأكياس البلاستيكية، بدأت محافظة البحر الأحمر اليوم السبت في تطبيق مبادرة حظر الأكياس البلاستيكية، واستخدام أكياس بديلة لها حفاظا علي البيئة البحرية بالبحر الأحمر
وكانت المبادرة، قد انطلقت المبادرة تجريبا في الأول من إبريل الماضي، وأعلن محافظ البحر الأحمر استخدام أكياس قابلة لإعادة التصنيع وغير مضرة بالبيئة، وخلال المبادرة وجه المحافظ بتوجيه حملات توعية بإخطار الأكياس البلاستيك علي البيئة منذ الأول من إبريل الماضى .
وأمر المحافظ بتشكيل لجان مشتركة من الإدارة العامة لشئون البيئة وقطاع المحميات والتموين وشرطة المرافق وغرفة الغوص والصحة وشرطة البيئة، لمتابعة تطبيق التجربة فعليا.
وتهدف المبادرة لحماية الحياة البرية والبحرية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتي تأثرت بشدة من البلاستيك سواء عن طريق الابتلاع أو الاختناق أو الغرق أو التسمم من البقايا البلاستيكية مما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان.
قرار حظر الأكياس بالمحافظة
ونص قرار حظر الأكياس البلاستيكية المقرر تطبيقه اليوم على حظر استخدام الأكياس البلاستيك بالمحال العاملة في مجال الغذاء وكذلك الصيدليات وكذلك يحظر حظرا نهائيا استخدام الأكياس البلاستيك والأدوات البلاستيك والتي تستخدم لمرة واحدة في كل أنشطة المشروبات والأطعمة مثل السكاكين والمعالق والشوك البلاستيك والأكواب والأطباق والماصات "الشاليموه" بالمطاعم.
ويمنع استخدام البلاستيك علي المراكب السياحية كافة "السفاري - النزهة - اليومية" بمحافظة البحر الأحمر، عدا الأكياس الثقيلة الخاصة بتجميع القمامة حفاظا على البيئة البحرية، وعدم ترخيض مصانع إنتاج الأكياس الخفيفة داخل نطاق محافظة البحر الأحمر.