سيدة الشاشة العربية، لقب استحقت أن تفوز به عن جدارة، لأن كل سيدة وجدت فيما تجسده فاتن نفسها وأحلامها ومشاكلها، حيث اشتهرت في أغلب أعمالها بالشخصية الرومانسية، والأدوار التي تغلب عليها الرقة والهدوء، فهي علامة بارزة من علامات السينما العربية تاركة لنا إرثا كبيرًا من الأعمال المميزة، والتى ستظل خالدة باسمها دائماً، هي الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وفي هذا التقرير نسلط الضوء علي علاقتها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
سبب تركها مصر
في عام 1966 تركت الفنانة الراحلة فاتن حمامة مصر، متنقلة بين بيروت ولندن، ولم تعُد مرة أخرى إلا بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1971، وذكرت "سيدة الشاشة"، خلال حوارها مع مجلة "المصور" في عددها الصادر عام 1991، احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، وكان السبب وراء السفر "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وسيدات تبكي رأيت حولي أشياء فظيعة، فيما يخصني كنت أعيش كبت وحبس لأنني كنت لا أستطيع السفر دون مراجعات لا لزوم لها وظروف المتحكمين في البلد من مخابرات ومضايقات"، وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها "التعاون معهم" ولكنها امتنعت عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.
جمال عبد الناصر يمنحها وسامًا فخريًا
عندما غابت فترة طويلة عن مصر، طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، وفي بداية الستينات منحها عبد الناصر وسامًا فخريًا ووصفها بأنها "ثروة قومية" ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر، وعند رجوعها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم (1972)، وحصدت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي "أريد حلا" 1975، نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر، وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.